طنجاوي

في إطار الحرب المتواصلة التي تقودها السلطات المغربية على شبكات الهجرة السرية والإتجار بالبشر، نفذت عناصر الفرقة الولائية الشرطة القضائية لولاية أمن طنجة، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح أمنية أخري، عمليتين امنيتين في ظرف 24 ساعة، بكل من أصيلة وطنجة، وتحديدا في حيي البرانص والدرادب، اسفرت عن اعتقال شبكة إجرامية خطيرة تتزعمها سيدة (ل. د)، القاطنة باصيلة، وزوجها بالاضافة الي شخصين آخرين، كما اسفرت هاته العملية النوعية عن توقيف 10 مرشحين للهجرة، كانوا مختبئين باحد المنازل في انتظار ساعة الابحار. 

وفد تم إيداع عناصر الشبكة رهن تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معهم بتهمة تكوين عصابة اجرامية تنشط ف الاتجار بالبشر والهجرة السرية، قبل عرضهم على أنظار النيابة العامة المختصة.

وتندرج هاته الضربات الامنية المركزة ضمن حرص الدولة على حماية أرواح المواطنين، ومنع استغلال ظروفهم الاجتماعية من طرف هاته الشبكات الاجرامية، وعدم معرفتهم بمخاطر الابحار، حيث تستخلص منهم مبالغ مالية تفوق 10 آلاف درهم، ثم تخصص لهم قوارب مهترئة، غير قادرة على الابحار في ظروف آمنة، مما يعرض حياتهم للخطر.

المثير في  الامر، ان الشباب الذي  يغامر بحياته للوصول الى الضفة الاخرى، حالما بالفردوس المفقود، يجهل ان إسبانيا بدورها تعيش ظروفا اقتصادية صعبة، وانها لا تتردد في ترحيل هؤلاء الشباب وإرجاعهم للمغرب، وبذلك فهم إن أفلتوا من الغرق سيجدون أنفسهم مجبرين على العودة من جديد الى بلدهم.

غير أن المفارقة التي لا ينتبه الة هؤلاء الشباب، هو  أنه إذا كانت إسبانا بمثابة الجنة الموعودة، فلماذا لا يسارع أعضاء هاته الشبكات واولادهم الى الهجرة نحو الضفة الاخرى، الأمر الذي يؤكد ان هاته الشبكات تعرف حقيقة الاوضاع بالضفة الشمالية للمتوسط، وانها تبيع الوهم لهؤلاء الشباب، وفي كثير من الأحيان يبعون لهم قبرا وسط عباب البحر.