طنجاوي - يوسف الحايك
مرة أخرى، انقلب حزب العدالة والتنمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، على موقفه الرافض للتحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة.
الموقف الذي وجد فيه منتقدو الحزب "كشفا للوجه الحقيقي لحزب يبحث عن المواقع والمناصب والتغلغل داخل المؤسسات ولو تطلب الأمر الانقلاب على مواقفه"، تأكد اليوم الاثنين (28 أكتوبر)، خلال أشغال تشكيل مجلس الجهة في أعقاب استقالة إلياس العماري.
وتحالف "حزب المصباح" مع حزب "الجرار" إلى جانب حزبي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال، لتشكيل مكتب المسير لجهة الشمال، برئاسة فاطمة الحساني.
بيان
يأتي هذا أياما قليلة على الانتقادات اللاذعة التي وجهها "إخوان العثماني" خلال اجتماع للكتابة الجهوية للحزب بالشمال يوم الأحد (20 أكتوبر)، لما وصفوها بـ"السيناريوهات المعدة مسبقا لانتخاب رئيس ومكتب مسير جديدين لمجلس الجهة".
وسجلت الكتابة الجهوية للحزب في بيان "الغموض الكبير الذي يلف ما يحدث بمجلس الجهة وخلفيات الاستقالة وتوقيتها وحيثياتها".
وعبرت عن استهجانها لـ"ما يروج من محاولات التحكم في تشكيل التحالفات والأغلبية والأجهزة المسيرة الجديدة على مستوى جهتنا".
واعتبرت الكتابة الجهوية لحزب "المصباح" بالشمال أن "الاستمرار في منطق خلق أغلبيات هجينة هو تكرار لنفس سيناريو 2015 مع ما ترتب عنه من هدر للزمن التنموي، (...) ويضرب أسس بناء جهوية متقدمة حقيقية كما دعا إليها الملك في مختلف المناسبات".
شرخ
وأحدث هذا التوجه شرخا في صفوف الحزب الحاكم وهو ما أكدته مواقف عدد من القيادات على المستويين الجهوي والوطني.
وفي هذا السياق، وصف محمد خيي، نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، قرار المشاركة في مكتب جهة طنجة تطوان الحسيمة بأنه "أخرق وذلك لاعتبارات أخلاقية و سياسية وتدبيرية".
واعتبر خيي في تدوينة نشرها على صفحته عبر موقع "الفايس بوك" أن قرار التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة "فاقد للمشروعية لأنه لم يتم اتخاذه حسب علمي من طرف أي مؤسسة حزبية".
وعلى المستوى السياسي، رأى خيي أن هذا "يجب أن تسبقه التوضيحات الضرورية لشرح هذا التحول في التقدير السياسي وتبرير الانتقال من ضفة إلى أخرى تفاديا لسوء الفهم والالتباس الحاصل الآن في فهم موقع الحزب".
وتابع بالقول "بل يجب أن يسبقه عمل نقدي للمواقف السابقة وأن يُقَدَّم بين يديه نقد ذاتي حقيقي لكل الخطابات والمتون السياسية التي أنتجها العقل الجمعي لحزب العدالة والتنمية بخصوص هذه المسألة".
من جهته، أكد عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة للحزب موقفه الرافض لأي مشاركة مع حزب الأصالة والمعاصرة.
وقال أفتاتي في تصريح أدلى به لموقع "الأول" إنه “لا تحالف مع البام إلى يوم يبعثون”.
وبشأن التحالف مع حزب "الجرار" تساءل أفتاتي "ماذا تغير بين الأمس واليوم حتى نضع أيدينا في يد حزب البؤس، الذي يمثل الالتفاف على المنهجية الديمقراطية والإصلاحات التنموية؟".
في المقابل، دافع سعيد خيرون، النائب الأول لرئيسة جهة طنجة تطوان الحسيمة عن سحب ترشيحه لرئاسة المجلس.
وقال خيرون في تصريح لـ"طنجاوي" إن الانسحاب الذي وصفه بـ"المفاجئ"، جاء بعد نقاشات وحوارات مع أطراف سياسية "كانت تحاول إقصاء حزب العدالة والتنمية".
وأضاف أن القرار جاء تجسيدا لرغبة الحزب في التعاون المشترك مع الأحزاب الأخرى، و"ليس فيه رابح أو خاسر".
من جهته، قال نبيل الشليح الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إن هذا التحالف يشكل "مرحلة جديدة يكون عنوانها هو الاشتغال بمسؤولية وأن يسود الاحترام بين جميع مكونات المجلس الجديد".
ورأى الشليح في تصريح لموقع "الأول" أن ردود الفعل الرافضة للتحالف مع الأصالة والمعاصرة، "تبقى وجهات نظر محترمة".
وزاد قائلا "نحن نمارس السياسة، ومواقفنا تتغير أحيانا وهذا أمر وارد وطبيعي، لدينا اجتهاداتنا قد نصيب فيها وقد نخطئ".
وأردف بالقول "على مستوى جهة طنجة أجل، بعد رحيل إلياس العماري الذي لم يكن بيننا معه أي اتفاق، أما على مستوى المركز فهذا شأن تدبره قيادة الحزب".
كوميديا سوداء
وفي تفاعله مع تحالف العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، قال عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، "البيجيدي الذي كان يصف البام بحزب الباندية والتحكم والأصل الفاسد وحزب العصابة، وخطيئة النشأة وسفير التحكم بالمشهد الحزبي يصوت على مرشحة البام رئيسة جهة طنجة اكثر من هذا يسحب حزب صوتكم همزتنا ترشيحه".
وتساءل الشرقاوي في تدوينة له بهذا الخصوص "هل هناك من ذل أكثر من هذا، ما بقاش البام خط أحمر".
وختم منشوره بالقول "في الحقيقة حزب يمكن يبيع أي شيء بأبخس الأثمان".
أما نوفل البوعمري، المحامي بهيأة تطوان قال في تدوينة له "الأسبوع الماضي أصدروا بلاغا يتحدثون على التحكم، و مواجهته واليوم دعموهم ونالوا نصيبهم من كعكة من كانوا يصفونهم بالتحكم".
وأكمل البوعمري تدوينته بالقول "بقاو في فقط من هللوا للبيان، من المداويخ، وهم كانوا فقط في النهاية أدوات للتفاوض ونار لوقودها فقط... بيك يا التحكم".
من ناحيته، اعتبر محمد شلاي، الصحافي والعضو السابق في المجلس الوطني للحزب، أنه لا بد من توجيه الشكر والتحية لسي إلياس العماري".
وأضاف أنه "لولا استقالته من منصبه كرئيس لجهة طنجة تطوان الحسيمة لما ضحكنا كل هذا الضحك، ولما سقطت أقنعة وبانت الأوجه الشاحبة، ولما اكتشفنا زيف بعض الشعارات، كشعار التحكم يختنق، وكذا شعار مستحيل التحالف مع البؤس، ولما أدركنا أن هناك عنتريات من ورق وزعامات من كارتون".
وأنهى شلاي تدوينته قائلا "حقا هي كوميديا سوداء".