محمد العمراني
تابعت باستغراب كبير تصريحات بعض عضاء المكتب المسير لنادي اتحاد طنجة لكرة القدم، حملوا فيها مسؤولية الازمة التي يتخبط فيها فارس البوغاز لحسن بلخيضر، الذراع اليمنى ورجل ثقة رئيس النادي حميد أبرشان، بدعوى انه ارتكب مجموعة من الاخطاء، وحان وقت رحيله عن الفريق، وهي نفس المواقف التي عبر عنها اكثر من منخرط خلال مجريات الجمع العام الاسثنائي، المنعقد مساء الجمعة المنصرمة، والذي كان اشبه بمسرحية سخيفة ومملة، كانت مجرياتها معروفة من رفع الستارة حتى إسدالها.
مبعث الاستغراب، هو السعي المفضوح من طرف اعضاء المكتب للتملص من مسؤولية الازمة الخانقة التي يتخبط فيها الفريق.
ان محاولة اختزال الأزمة في حسن بلخيضر وتحميله مسؤولية الوضعية المتردية التي بات يعرفها الفريق، فيها استغفال بعقول جماهير النادي ومتتبعي الشأن الرياضي بالمدينة.
يعرف الجميع أن حسن بلخيضر كان هو الشخص المحوري والماسك بجميع خيوط تدبير النادي، وأكاد أجزم أن ابرشان لم يكن يعرف ما يجري في الفريق إلا من خلال رجل ثقته حسن بلخيضر.
طبعا بلخيضر له إيجابياته مثلما له أخطاؤه، ومن غير المعقول ان نبخس الرجل الخدمات التي اسداها للفريق، الى جانب اعضاء المكتب برئاسة ابرشان طبعا، إذ يحسب لهم تحقيق إنجاز الفوز بالبطولة لاول مرة في تاريخ النادي، ولو سلمنا جدلا ان كفة سيئات حسن بلخيضر أثقل من كفة حسناته، فإنه من غير المقبول أن يتم التعامل معه بمنطق "طاحت الصومعة علقو الحجام".
لا يحق اليوم لأعضاء المكتب المسير ان ينتقدوا بلخيضر، لأنهم شركاء في إيصال الفريق لهاته الوضعية، لقد لزموا الصمت، وكلهم كانوا يتملقون له عندما كانت النتائج، ولم يكن يجرؤ أحد منهم على انتقاده، لأن ابرشان كان حاسما في موضوع بلخيضر، وكان لسانه يقول : "بلخيضر هو ابرشان وأبرشان هو بلخيضر"، والجميع يعرف ان ابرشان ضحى بكل الذين طالبوا بإبعاد حسن بلخيضر، وقرر استبعادهم من قائمة المكتب، وحتى عندما عاقبت الجامعة بلخيضر عينه ابرشان مديرا عاما، وحتى عندما اشتدت عليه الضغوط عينه في منصب صوري، لكن في واقع الأمر كان حسن بلخيضر هو المسير الفعلي للفريق.
من العار اليوم على أعضاء المكتب ان يقدموا حسن بلخيضر قربانا وكبش فداء لاستدرار عطف جماهير النادي، التي تعرف جيدا أن الخلل بنيوي وليست مسألة شخص.
على المكتب المسير برئاسة أبرشان ان يتحمل المسؤولية بوضع المفاتيح و الانسحاب بهدوء، وليس من الأخلاق في شيئ ان تتم التضحية بشخص يعرف الجميع انه كان يحضى بثقة ابرشان، وانه كان له تفويض شامل لتدبير شؤون الفريق، وجميع أعضاء المكتب كانوا على علم بذلك وفضلوا بلع ألسنتهم ليحافظوا على مواقعهم.
أزمة اتحاد طنجة هي أزمة تسيير، و أبرشان لم تكن له الارادة ولا القناعة لوضع أسس ولبنات تدبير النادي بشكل احترافي، والدليل انظروا إلى تشكيلة المكتب المسير، الذي يتم تفصيله على مقاس وأهواء الرئيس، حيث يجب على كل عضو ان يتوفر فيه احد شرطين: إما الولاء لشخص الرئيس، أو أن يكون الرئيس محتاجا له إما لأهداف سياسية أو مصلحية، لكن معظمهم لا علاقة لهم بتدبير شؤون فريق لكرة القدم، وربما كان مطلوب ان يكونوا جاهلين لأصول التدبير الرياضي، والنتيجة طبعا مكتب مسير لا تجمعه بشؤون الكرة إلا الخير والإحسان.
لو كان ابرشان حريص فعلا على وضع أسس تدبير احترافي، ما الذي منعه من التعاقد مع أطر إدارية مؤهلة ومختصة في التدبير الرياضي والتخطيط المالي. وفى التسويق والإدارة؟!.
بالقطع لم ولن يفعل وهو يعرف لماذا..
من يحب فعلا فارس البوغاز عليه أن ينصت لحناجر الآلاف من عشاقه، التي تطالب فقط بأن يكون فريقها المفضل فريقا كبيرا بنتائجه وبأسلوب تدبيره، ومن يريد أن يحول النادي الى ملكية محفظة باسمه فإن التاربخ لا يرحم، ولكان الرؤساء السابقون قد سبقوه لتحفيظه.