طنجاوي - يوسف الحايك

بعد أسابيع قليلة على مرور الذكرى الثانية لجريمة مقهى "لاكريم" بمراكش، عاد اسم رضوان تاغي، المتهم الرئيس في القضية إلى الواجهة، في أعقاب إعلان شرطة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة أمس الاثنين (16 دجنبر)، اعتقاله.

وتسببت الجريمة التي هزت مدينة مراكش، في مساء يوم الخميس (2 نونبر) سنة 2017، في مقتل شاب وإصابة اثنين آخرين.

في هذا التقرير نرصد محطات من حياة تاغي، ونعيد تركيب ملامح زعيم "ملائكة الموت".

النشأة.. من باب برد إلى أوتريخت

أطلق رضوان التاغي، صرخته الأولى في الحياة في 20 دجنبر سنة 1977، بدوار "أسيفان" ضواحي إقليم شفشاون، وفيه ترعرع، على جنب أخوين وأربع أخوات.
وكحال مجموعة من العائلات الريفية، شدت أسرة رضوان مع مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وتحديدا سنة 1980، الرحال صوب هولندا، حيث استقر بها المقام بمدينة "أوتريخت".

نقطة تحول

وستتغير حياة رضوان رأسا على عقب، بعد أن تضطره الظروف المادية لأسرته لمغادرة مدرجات الجامعة حيث كان طالبا في شعبة علوم التربية، ليتحول من طالب إلى لص، فاسما على قوائم المبحوث عنهم دوليا.

وعن قصد أو بدونه، صنع التاغي له اسما في عالم الإجرام ورقما صعبا في معادلات المافيا، وقد وجد نفسه ملاحقا بعد سرقته 200 كيلوغرام من الكوكايين من ميناء انتويربن، واقترافه لعمليات سرقة.

المري: مجرم عابر للقارات

وصنف اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، رضوان التاغي الذي يحمل الجنسية الهولندية ضمن أخطر المجرمين في هولندا نظراً لخطورة الجرائم المنسوبة إليه.

وكشف المسؤول الأمني الإماراتي أن الموقوف ارتكب جرائم تنوعت بين القتل والاتجار في المخدرات، من خلال رئاسته لمنظمة تحمل اسم "ملائكة الموت"، وهي كذلك من المنظمات الإجرامية الخطرة في هولندا لاسيما لانخراطها في مجال تجارة المخدرات.


وأكد أن التاغي ارتكب جرائم عدة في أوروبا وإفريقيا، وتمكن من تفادي الأجهزة الأمنية، نظراً للجوئه لانتحال هويات مختلفة وتخفيه الدائم عن أعين رجال الأمن.


ملاحقات، ومنذ سنة 2017 جعلت من التاغي شبحا يتوارى عن الأنظار لسنوات، وزادت من الشكوك وتناسل الروايات بشأن مكان وجوده بين من قال إنه في سورينام، وبين من أكد أنه كوستا ريكا، ومن تنبأ بكونه في كولومبيا، أو في إسبانيا أو المغرب.

مكافأة وتعاون دولي

ورصدت السلطات الهولندية مكافأة مالية بـ100 ألف أورو لمن يدلي بمعلومات تمكن من توقيف التاغي، وقد توصلت في الصيف الماضي إلى وجوده بمعية مساعده سعيد رزوقي في دبي.
ونقلت صحيفة "تلغراف" الهولندية عن مصدر من النيابة العامة الهولندية أن إخباريات توصلت بها السلطات الهولندية مكنت من تحديد مكان تواجده في دبي، بدل الشكوك التي ساورتها في البدء حول تواجده بإسبانيا أو المغرب.

وكشفت الصحيفة ذاتها أن السلطات الأمنية الهولندية توصلت بـ29 إخبارية حول مكان رضوان التاغي ورزوقي، ثبت أن 20 منها قدمت معلومات مفيدة تؤكد على أنهما يوجدان في دبي.

بين المغرب وهولندا.. التسيلم لمن؟
وفي الوقت الذي تزداد فيه التكهنات حول البلد الذي ستعمل السلطات الأمنية الاماراتية على تسليمها المعني بالأمر، قالت الشرطة الهولندية إن "توقيفه تم استجابة لدعوتنا".

وأكد أندي كراغ، رئيس إدارة التحقيقات الجنائية الوطنية الهولندية إلى أنه "كان هناك تعاون مكثف مع إدارة التحقيق في شرطة دبي وظروف اعتقاله تمت بشكل جيد".


من جهته، قال فريد ويستربيك ممثل النيابة العامة بهولندا "إننا لا نعلم بعد ماذا ستفعل دبي اتجاه هذا الأمر".

وأضاف "إننا ننتظر أن يتم تسليمه إلى هولندا في غضون بضعة أسابيع أو أقل".


محاكمة
وعلى صعيد مرتبط، تتواصل بمحكمة الاستئناف بمراكش محاكمة المتهمين على خلفية الملف.

ويتابع ضمن ملف القضية 13 متهما بينهم صاحب المقهى التي كانت مسرحا للجريمة.

وأرجأت المحكمة النظر في الملف إلى يوم الأربعاء (8 يناير) المقبل.