محمد العمراني
يبدو ان صفقة التحالف التي عقدها حزب العدالة والتنمية مع الاصالة والمعاصرة بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، قد تحولت إلى لعنة حقيقية أصابت إخوان سعيد خيد خيرون ونبيل الشليح.
نتذكر جميعا كيف ان الاعلان عن هذا التحالف أحدث رجة داخل حزب العدالة والتنمية، الذي توزع بين تيارين، الاول رافض لهذا التقارب مع حزب يعتبرون ان اصله التجاري فاسد، والثاني مدافع عن هذا التحالف، بدعوى ان الحزب سيحقق مكاسب انتخابية على مستوى تراب الجهة، وقد نظر لهذا التوجه وكان من المتحمسين له كل من سعيد خيرون القيادي بالحزب، ونبيل الشليح الكاتب الجهوي لمصباح الشمال، اللذان أقنعا الامين العام سعد الدين العثماني بالموافقة على هاته الصفقة.
حالة الانقسام التي شهدها الحزب بسبب هذا التحالف شكلت ضغطا كبيرا على سعيد خيرون ونبيل الشليح، اللذان باتا مطالبين بتحقيق مكاسب للحزب في اسرع وقت.
هاته الوضعية دفعت خيرون إلى التصرف كشريك لفاطمة الحساني في منصب رئاسة مجلس الجهة، وأصبح يمنح لنفسه صلاحيات غير محدودة في تدبير شؤون المجلس، بل وصل الأمر حد إصراره على أن يكون له موطئ قدم داخل وكالة تنفيذ المشاريع، مستغلا في ذلك العلاقة الوثيقة التي تربط المديرة آمال وحيد بأعضاء فريق حزب العدالة والتنمية، حيث بات خيرون يتردد كثيرا على مبنى الوكالة، كما شرع في ممارسة ضغط رهيب على رئيسة مجلس الجهة لتعيينه عضوا في لجنة الإشراف والمراقبة المسؤولة عن تتبع أداء هاته المؤسسة، وهو الموقع الذي سيؤهله ليضع عينه على ملايير الدراهم التي ضخها المجلس في حساب الوكالة لتنفيذ جميع مشاريع وبرامج الجهة على مختلف المستويات.
لكن تجري الرياح بما لاتشتهيه سفينة المصباح، حيث اتى اسلوب الهيمنة و الاستقواء بنتيجة عكسية تماما، بعدما انتفضت باقي مكونات التحالف المسير للجهة (البام، الاستقلال، الاحرار، الاتحاد الاشتراكي)، في وجه خيرون والشليح، اللذان وجدا نفسيهما في عزلة قاتلة.
وفي الوقت الذي كان ممثلا المصباح يبحثان عن المكاسب، شرعا في حصد الخيبات والنكسات، كانت آخرها تلك التي تلقاها إحوان سعد الدين العثماني، أمس الخميس، عندما أنتهى اجتماع عاصف ترأسته فاطمة الحساني، بحضور اعضاء مكتب مجلس الجهة ورؤساء الفرق السياسية، باتخاذ قرار إعفاء أمال وحيد من مهامها كمديرة لوكالة تنفيذ مشاريع الجهة، في وقت عجز فيه خيرون والشليح عن التصدي لهذا القرار، الذي احدث زلزالا في صفوف فريق البيجيدي، على اعتبار أن آمال وحيد كانت الحليف الأبرز لهم، حيث بادرت إلى وضع ملايير الوكالة في خدمة اجندة حزب المصباح أيام إلياس العماري، لكن مع إقالة المرأة الحديدية يكون إخوان سعيد خيرون قد تلقوا صفعة مزلزلة.
ويرى متتبعون للشأن المحلي بطنجة، ان إقالة امال وحيد ليست إلا مقدمة لسلسلة من القرارات التي تستهدف عزل البيجيدي من داخل مجلس الجهة، وقلب الطاولة عليه. فيما يبقى المكسب الوحيد الذي تحقق إلى حدود اليوم من تحالف البام والعدالة هو أن خيرون والشليح بات يتوفر كل واحد منهما على سيارة مجلس الجهة، وتعويض شهري ب 15 ألف درهم لكل وأحد منهما، نظير مهامهما كنائبين للرئيسة.
وخلصت المصادر إلى القول بأن كل المؤشرات تؤكد أن خيرون والشليح باعا الوهم لسعد الدين العثماني، وأنهما في حالة فشلهما في تحقيق أي مكاسب آنية للحزب خلال الأسابيع القليلة المقبلة فإن نهاية مسارهما الانتخابي والسياسي ستكون حتمية، وبشكل مفجع.