طنجاوي
الصورة النمطية لطنجة في وسائل الإعلام، موضوع جمع ثلة من الإعلاميين والأساتذة الباحثين لمناقشة دور الإعلام في التسويق للمدينة، التي تعاقبت عليها مختلف الثقافات عبر العصور، إضافة إلى احتضانها العديد من الكتاب الذين شقوا طريقهم إلى العالمية أمثال محمد شكري وبولبوس.
عشق المدينة وحب سكانها لها جعلا منها مدينة تحاكي الأساطير الغابرة، وتسافر بكل زائريها إلى عالم سرمدي الجمال، كيف لا والمدينة كانت وما زالت مصدر إلهام للعديد من المفكرين العالميين والسياح الأجانب، الذين يقصدونها من كل حدب وصوب، لكن بالرغم من كل هذا فما زالت بعض الصور النمطية التي تتداولها وسائل الإعلام تشكل أكثر من زاوية إثنية وعرقية عن المدينة وسكانها، وهذا ما حاولت الندوة التي نظمها المركز المغربي للصور والوسائط، مساء أمس الجمعة بقاعة "سيرفانطيس"، معالجتها عبر ثلاث أسئلة محورية أجاب عليها كل من الصحفي عبد الواحد الستيتو، الإعلامي خالد اشطيبات، والأستاذ الباحث الطيب بوتبقالت.
1- أي صورة نمطية لطنجة عبر التاريخ؟
الطيب بوتبقالت فضل الحديث عن الصورة النمطية من جانبين: السلبي والإيجابي، واعتبر طنجة بوابة إفريقيا، والباب المفتوح على المجهول، والعالم الموحش في المخيال الأوروبي في القرن العشرين، وربط هذه النظرة الأوروبية بنظرية قدحية إلى حد ما.
تطور هذه النظرة، حسب رأي الدكتور بوتبقالت، جاء نتيجة النظرة المصالحية التي كان يراها الغرب عن المدينة، بفضل العديد من العوامل التي جعلتها محط أطماع الدول الأوروبية، فالموقع الإستراتيجي الهام لها والمطل على الواجهتين المتوسطية والأطلسية ، جعلها تتحول لاحقا إلى نقطة بداية الاستثمارات من قبل هذه الدول الاستعمارية، كما أن لطنجة مكانة خاصة بقلوب المغاربة عبرت عنها قصائد الشعراء وأغاني الرواد.
2- صورة طنجة في وسائل الإعلام؟
الإعلامي خالد اشطيبات دعا وسائل الإعلام إلى بدل الكثير من الاجتهاد للتعريف بالمدينة، وإبراز الصورة الحقيقية التي يجب أن يرسمها المشتغلون في الحقل الإعلامي عليها، كونهم يتحملون المسؤولية عن الصورة النمطية بمدينة طنجة.
وأشار اشطيبات إلى مشكلة بعض المنابر الإعلامية التي تنشر بعض المغالطات عن المدينة، وهو ما ينعكس سلبا عن الصورة التي ننقلها للآخر، وأرجع هذا إلى غياب حس المسؤولية، وغياب الوعي أحيانا من قبل بعض الأشخاص، ولذلك على الصحفي أن يكون على علم و اطلاع بما يكتب، وأن يتأكد من صدق المعلومة قبل نشرها.
3-ما مدى حقيقة عبارة "طنجاوى كسالا"
اختار عبد الواحد الستيتو الكاتب والصحفي أن يستخدم أسلوبا دفاعيا عن المدينة، من خلال حجج وبراهين ربطها بهدوء وسكينة طقس طنجة، الذي جعل من سكانها يستيقظون متأخرين، وخلق نوعا من الصدام مع الوفدين إلى البوغاز، الذين أخذوا هذه الصورة الخاطئة عن سكانها دون الرجوع إلى تاريخ طنجة، وحقبتها الدولية، حيث كانت ساعة واحدة من العمل يوميا كافية لسد حاجيات أسرة، نظرا للبذخ الذي كانت تعيشه المدينة في هذه الفترة من الزمن.
وعن حقيقة عبارة "طنجاوا كسالا"، يضيف الستيتو، فإن الكسل لا علاقة له بالنوم، إذ بمكن للشخص أن ينام كثيرا ويعمل قليلا، ومع ذلك يكون مردود إنتاجه جيدا، مستعملا في حججه مكانا يعرفه العادي والبادي بالمدينة وهو "سور المعكازين"، وليس من المنطقي وجود مكان بهذا الإسم في مدينة نعث البعض سكانها بالكسلاء.