طنجة
" الكتاب مسؤوليتنا جميعا " شعار الندوة التي نظمها الراصد الوطني للنشر و القراءة، بشراكة مع مندوبية وزارة الثقافة بطنجة، مساء أمس الجمعة، بالمركز الثقافي ابن خلدون، ضمن فعاليات المعرض الوطني الثاني للإبداع و الكتاب الذي تحتضنه عروس الشمال.
الراصد الوطني للنشر و القراءة حاول بسط الواقع الذي يعيشه الكتاب في المغرب عموما ومدينة طنجة على الخصوص، في ظل التحولات الجذرية التي تشهدها مدينة البوغاز بفضل مشاريع طنجة الكبرى، ومدى انعكاسها على وضعية الشأن الثقافي بالمدينة، أخذا بعين الاعتبار أهمية القراءة في بناء لبنة مجتمعية قادرة على المساهمة في الرقي الفكري و تأثيره على السلوك المجتمعي.
إبراهيم الشعبي، المندوب الجهوي لوزارة الاتصال، بسط في مداخلته مقارنات دقيقة حول دور الإعلام في تنمية الشأن الثقافي، كاشفا غياب الدعم الإعلامي للكتاب المغربي وللكتاب المغاربة، باستثناء بعض البرامج القليلة التي تهتم بهذا المجال، مقارنة بما كانت عليه في السابق.
و أبرز الشعبي الدور الهام الذي يجب أن يقوم به الإعلام اليوم لخدمة المواطن، موضحا أنه قبل سنة 2002 كان الإعلام محتكرا من طرف الدولة " الإعلام الرسمي العمومي "، و على الرغم من فتح المجال أمام الخواص للاستثمار في هذا المجال، لكن ما يسجل على قناة ميدي 1 تيفي أنها لا تهتم بهذا الشأن و لا تملك أي برنامج ثقافي، شأنها شأن الإذاعات الخاصة، ناهيك عن إشكالية التراجع الكبير لقراءة الصحف في المغرب، ووصفها بالصورة المخجلة .
العربي المصباحي، مندوب وزارة الثقافة بطنجة، دعا في مداخلته إلى واجب المسؤولين على مشاريع تساهم في الرفع من القراءة و النشر، واصفا الدعم المادي من طرف وزارة الثقافة بالهزيل، موضحا أن مؤشرات القراءة بالمغرب كارثية، و لم تسلم منها مدينة البوغاز، التي تعرف مستوى قراءة جد رديء، ناهيك عن الاختلالات التي تعتري دينامية النشر، معترفا بكون الكتاب في المغرب يعيش وضعية مزرية، مرجعا الأزمة إلى أزمة ثقافية بالدرجة الأولى .
داعيا جميع الفاعلين و المؤسسات، التي تشتغل في هذا الحقل، إلى مواجهة أزمة القراءة، باعتبارها آفة متجذرة في المجتمع المغربي، مقترحا وضع مقاربة تشاركية لكافة الأطراف المعنيين، بما فيهم الفاعل السياسي على مستوى البرلمان، و على مستوى الجماعات المحلية .