طنجاوي - وكالات
توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بقطع الدعم العسكري الأميركي عن السعودية إذا لم تتوقف عن إغراق الأسواق.
وذكرت وكالة الأنباء الدولية "رويترز" أنها علمت من مصادرها أن تهديد ترامب جاء أثناء مكالمة أجراها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر قولها إن ترامب أخبر محمد بن سلمان في المكالمة أنه إذا لم تقم منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بخفض الإنتاج فإنه لن يستطيع منع المشرعين الأميركيين من إصدار قانون يقضي بسحب القوات الأميركية من السعودية.
وأوضحت "رويترز" في تقريرها الخاص أن هذا التهديد بنقض عرى التحالف الإستراتيجي الذي يرجع إلى 75 عاما مضت بين البلدين كان عنصرا رئيسيا في حملة الضغوط الأميركية التي أفضت إلى الاتفاق العالمي التاريخي لخفض إمدادات النفط بعدما تهاوى الطلب عليها في ظل أزمة وباء كورونا، وهو ما اعتبر انتصارا دبلوماسيا للبيت الأبيض.
وتابعت الوكالة أن ترامب أبلغ هذه الرسالة لولي العهد السعودي قبل عشرة أيام من إعلان تخفيضات الإنتاج العالمية.
وحسب التقرير، فقد أسقط في يد محمد بن سلمان "الحاكم الفعلي للمملكة" جراء تهديد ترامب، لدرجة أنه أمر معاونيه بمغادرة الغرفة حتى يتمكن من مواصلة النقاش على انفراد، وهو ما ذكره مصدر أميركي أطلعه مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية على تفاصيل المحادثة.
ووفق الرواية نفسها، قال ترامب للأمير السعودي إنه سيتخلى عنهم في المرة التالية التي يدعم فيها الكونغرس اقتراحا لإنهاء دفاع واشنطن عن المملكة.
وأبرزت هذه الخطوة رغبة ترامب القوية في حماية صناعة النفط الأميركية من انهيار تاريخي للأسعار، في وقت أوقفت فيه الحكومات النشاط الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم لمحاربة فيروس كورونا.
وعكست الخطوة كذلك تراجعا مهما من جانب ترامب عن انتقاداته المتواصلة منذ فترة طويلة لمنظمة أوبك التي كان يتهمها بالمسؤولية عن زيادة تكاليف الطاقة على الأميركيين بتخفيضات الإنتاج التي عادة ما كانت ترفع أسعار الوقود، أما الآن فقد أصبح ترامب نفسه يطلب من أوبك خفض الإنتاج.
في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي رفيع ل"رويترز" إن الإدارة أخبرت قادة السعودية أنه إذا لم يتم خفض الإنتاج فإنه "ما من سبيل لمنع الكونغرس الأميركي من فرض قيود قد تفضي إلى سحب القوات الأميركية".
ولخص المسؤول هذه النقاشات التي أجريت عبر قنوات دبلوماسية عديدة بأنها كانت رسالة إلى قادة السعودية مفادها "نحن ندافع عن صناعتكم بينما أنتم تدمرون صناعتنا".