طنجاوي - يوسف الحايك
قال مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة إنه يتابع التفاعل الايجابي والسريع الذي عبرت عنه السلطات الولائية مع ملاحظاته واقتراحاته؛ وهي تطلق عملية واسعة لترميم وإصلاح وإعادة الاعتبار لمجموعة من المآثر التاريخية في إطار ما أطلق عليه مشروع "الأبعاد الثقافية لطنجة" الذي تشكل المآثر التاريخية محورا هاما فيه.
ورأى المرصد في بيان توصل "طنجاوي" بنسخة منه أن هذا المشروع "ذو الأهمية البالغة للمدينة والذي يقتضي إنجاحه انتهاج نموذج للحكامة ينسجم مع التحولات التدبيرية الوطنية واستحضار التجارب الدولية الرائدة في هذا المجال".
وأعرب المرصد عن "الإعتزاز بالعناية الملكية السامية التي يوليها جلالة الملك لمدينة طنجة منذ اعتلائه للعرش، و التي تجلت في العديد من الالتفاتات والمبادرات والزيارات السامية للمدينة، والإشراف الشخصي على إطلاق برنامج طنجة الكبرى ومجموعة من المشاريع المهيكلة التي غيرت وجه المدينة وأعادت لها اعتبارها كبوابة للمغرب ومدينة بأبعاد متعددة".
ونبه في المقابل، إلى أن تدبير ملف المآثر التاريخية" عرف مسارا متذبذبا خلال تنزيل مشروع طنجة الكبرى مما أدى إلى تراكم عدة مشاكل بيئية واختلالات في العديد من الملفات المرتبطة بالمآثر".
وذكر في هذا السياق، ببعض المواقع الأثرية التي يجب إدماجها في البرنامج، و على رأسها مدينة كوطا، وقصبة غيلان والشوارع والبنايات التاريخية للمدينة خارج الأسوار.
وثمن المصدر ذاته سعي السلطات الولائية النهوض بالمشروع الثقافي للمدينة بما يتطلبه ذلك من مقاربة شمولية ومندمجة تبلور بشكل تشاركي بين جميع الفاعلين.
كما أشاد "بالمقاربة الجديدة المبنية على الانفتاح والتجاوب مع مطالب واقتراحات مجموعة من الاطارات المدنية المواكبة ومن بينها المرصد".
واعتبر أن ساكنة طنجة وفعالياتها "تراهن كثيرا على انجاح المشاريع المطروحة وتتطلع بأمل كبير أن يلتزم مسار الاصلاح والترميم والتثمين بمحافظة هاته المعالم على طبيعتها الأصلية ويمنحها بعدا وظيفيا في المشهد الثقافي والتنموي للمدينة".
وشدد على أن المجهود المبذول "سيظل قاصرا إن لم يشمل مراجعة آليات وطرق تسيير هاته المعالم وفق خطة متكاملة وتصور مندمج يتيح الآليات والمداخل الحديثة والفعالة لتثمين المواقع والمرافق الأثرية وجعلها مصدرا لخلق الثروة وترويج المنتوج السياحي وتحقيق الإشعاع الثقافي والحضاري".
وعلى صعيد ذي صلة، عملت السلطات المحلية بطنجة على بعث الروح من جديد في كل من نافورة ساحة فرنسا، ونافورة عين قطيوط.
ورصدت كاميرا "طنجاوي" الحلة الجديدة التي اكتستها النافورتين بعد تشغيلهما، إلى جانب ما أضفته الإضاءة من رونق وبهاء، وذلك في إطار برنامج تأهيل المدينة الذي انطلق منذ سنوات.
وفي هذا الصدد، أشرفت السلطات المحلية للمدينة ومنذ سنة 2005 على إنشاء 10 نافورات بأشكال مختلفة في مواقع متعددة على مستوى عدة مدارات وسط المدينة.
جاء ذلك، أياما قليلة عن إطلاق، عملية ترميم وتهيئة واجهة ساحة الثيران (بلاصة طورو) والفضاء المحيط بها.
ووفق المعطيات التي حصل عليها "طنجاوي" فإن الأشغال ستهم إعادة ترميم الواجهة لتستعيد هندستها الأصلية.
وستنصب الأشغال أيضا، على تهيئة مناطق خضراء بالقضاء المحيط بهاته البناية التاريخية، ذات الرمزية الخاصة بالمدينة.
وتندرج الأشغال ضمن برنامج تأهيل المدينة العتيقة والمباني والمآثر التاريخية.
وتأتي بداية هذه الأشغال غداة جولات ميدانية قام بها والي جهة طنجة تطوان الحسيمة محمد مهيدية لمتابعة تنزيل هذا البرنامج.
واستحسن متابعون للشأن المحلي والثقافي بالمدينة عملية والساكنة تهيئة واجهة ساحة الثيران وباقي الفضاءات العمومية الأخرى.
واعتبروا أن هذه المعلمة التاريخية ستسترجع أخيرا رونقها وجماليتها بعد سنوات عديدة من الإهمال، كادت أن تتجه معه نحو الاندثار.