طنجاوي - يوسف الحايك
أثارت صور لاحتشاد مواطنين داخل مستشفى محمد السادس، بطنجة جدلا واسعا، منذ بداية هذا الأسبوع، على مواقع التواصل الاجتماعي.
تحذير ورفض للتعليق
ووثقت الصور التي اطلع عليها "طنجاوي" لعدد من المواطنين وهم يفترشون الأرض خارج المستشفى في انتظار إجراء تحاليل الكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
إلى ذلك، طلب "طنجاوي" تعليقا من المديرة الجهوية لوزارة الصحة وفاء أجناو حول الوضع، دون أن يتلقى أي جواب.
في الأثناء، أكد مصدر مسؤول إن الأمور عادت الأمور إلى طبيعتها بالمستشفى، وتمت السيطرة على الوضع.
وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ"طنجاوي" أن الصور التي جرى تداولها تعود إلى بداية هذا الأسبوع، بالتزامن مع التوافد الكبير الذي عرفه المستشفى سواء في ما يتعلق بالحالات الحرجة، أو اختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والتي تم التعامل معها.
وأكد على أن إدارة المستشفى عملت على توفير أماكن خاصة بالانتظار من خلال نصب خيمة في باحة المستشفى، مشيرا إلى أن التعب جراء الانتظار دفع بعض الوافدين على التمدد على الأرض.
إلى ذلك، علق مصدران نقابيان لـ"طنجاوي" على هذا الوضع.
واعتبر أحدهما أن هذه "الصور تعطي مصداقية للنقابات، وتفند كلام المديرة ووزير الصحة بشأن الوضع الصحي بالمدينة".
ورأى المصدر ذاته أن هذه الصور "هدمت ادعاءات الوزير المسؤول على القطاع بأن الوضع تحت السيطرة".
وأكد المصدر نفسه أن "الأطر الصحية ومعها النقابات كانت تعلم أن الأمر سيء، وحاولت تنبيه المديرة".
واتهم المصدر النقابي المسؤولة على القطاع الصحي على مستوى الجهة والمدينة قبل تعيين المندوب الاقليمي بالنيابة الجديد، بكونها "لم تبالِ، وفضلت العمل الفردي، وتجاهل التحذيرات".
ونبه المتحدث ذاته إلى أنه و"للأسف الشديد الوضع بدأ بالخروج عن السيطرة".
وقال "إذا استمر التعاطي مع هذا المشكل الطريقة نفسها فأتوقع سيناريوهات كارثية على غرار ما وقع في إيطاليا مع بداية الجائحة".
قرار غير صائب
من جهته، رأى مصدر ثان أن "قرار اتخاذ مستشفى واحد بطنجة من أجل التكفل بمرضى الإنعاش والقيام بتحاليل pcr كوفيد أثبت أنه لم يكن صائبا؛ خصوصا في مدينة مليونية كطنجة".
ودعا المسؤولين المحليين الجهويين، والوطنيين إلى "التفكير بصفة مستعجلة في إضافة مستشفى آخر لعلاج المرضى الذين يعانون من مضاعفات الفيروس عوض الاكتفاء بمستشفى واحد".
وشدد المصدر نفسه على "وجوب تخصيص العديد من المؤسسات المكلفة بأخذ العيينات حتى تستجيب للطلبات العديدة على التحاليل (مخالطين، مصابين، الوافدين من القطاع الخاص، عمال...)".
غضب
وفي الاتجاه ذاته، صَبَّ مستشارو جماعة طنجة جام غضبهم على وزير الصحة خالد آيت الطالب، بسبب ما آلت إليه الأوضاع في المدينة بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وحذروا خلال الدورة الاستثنائية التي عقدتها الجماعة الخميس (23 يوليوز)، من أن مدينة طنجة "تعرف وضعية مقلقة، في وقت لم يقدم وزير الصحة، خالد آيت الطالب أي تفسير للوضعية الصحية في المدينة".
وحمل المستشارون الجماعيون الوزير مسؤولية الوضع الذي تعيشه المدينة بسبب تأخر دعم القطاع الصحي للمدينة.
كما ألقى المستشارون باللائمة على الوزير بسبب ارتفاع عدد الوفيات في صفوف المرضى بسبب عدم وجود أسرة الإنعاش تليق بحجم مدينة طنجة.
وتحدثوا عن "الوضع الكارثي" الذي يعيشه مستشفى محمد السادس إلى جانب امتلاء المستشفى الميداني بالغابة الدبلوماسية.
كما انتقدوا غياب تواصل المسؤولين على القطاع الصحي بالمدينة وعدم تبيان حقيقة الوضع، والفرق ما بين طنجة الدار البيضاء، متهمين وزير الصحة بـ"إهمال وتهميش المدينة حتى نسي اسمها السيد الوزير"، كما جاء على لسان أحد المستشارين.
آيت الطالب: ذروة وتراخٍ !
يأتي هذا، بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الصحة، خالد آيت الطالب، نهاية الأسبوع الماضي، في ندوة صحافية مشتركة مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وقال آيت الطالب إن "طنجة تعيش حاليا ذروة الحالة الوبائية بعد مراكش والدار البيضاء وفاس التي عاشت الذروة والتي عاشت الوضع نفسه من قبل".
وذكر آيت الطالب أن لجنة علمية كانت قد انتقلت إلى المدينة، وأجرت دراسة حول الحالات الحرجة والوفيات، والحالة الوبائية لتحديد مميزات الوضع الوبائي بالمدينة مقارنة مع مدن أخرى.
وخرج المسؤول الحكومي، يوم الجمعة (24 يوليوز)، بالرباط، لبسط نتائج الدراسة.
وأكد في تصريح أدلى به لوكالة المغرب العربي للأنباء "عدم وجود أي تحول جيني يفسر تزايد في عدد الحالات الحرجة وحالات الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد في بعض المدن بالمملكة خاصة بطنجة".
وأوضح أن "الوضعية الوبائية في المغرب لا تختلف بأي حال عن مثيلاتها على المستوى الدولي".
ولفت إلى أن "هناك معدلات ومؤشرات مهمة للغاية ومشجعة، لكن في المقابل لاحظنا مؤخرا بروز تزايد في الحالات الحرجة وحالات الوفيات بمدينة طنجة مقارنة بمدن أخرى مثل فاس والدار البيضاء ومراكش".
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن "سلالات فيروس كورونا المكتشف في المغرب لم يعرف أي طفرة لأن السلالة الموجودة والمتداولة منذ بداية ظهور الوباء هي نفسها والتي توجد أيضا لدى الأشخاص المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض".
وأبرز أن الدراسات، التي أجريت على مستوى معهدين مختلفين، أظهرت أن التحول الجيني لا يبرر بأي حال من الأحوال هذه الحالات الحرجة أو حالات الوفيات، عازيا هذا الأمر إلى تسجيل تراخي وعدم احترام التدابير الاحترازية والوقائية منذ بداية المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي.
ونبه آيت طالب إلى أن هذا التراخي عرض الأشخاص ذوي الهشاشة وكبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة للإصابة بالفيروس.
حصيلة ثقيلة
وفي حصيلة غير مسبوقة، أعلنت المديرية الجهوية للصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أمس السبت (25 يوليوز)، تسجيل 455 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد.
وأوضحت المديرية ضمن التحديث اليومي لها للحالة الوبائية أن الحالات المسجلة رصدت منها 427 إصابة جديدة بطنجة أصيلة، و21 بتطوان، و5 بالمضيق، و1 بالعرائش، و1 بالحسيمة.
وكشفت المديرية أن مجموع الحالات المؤكدة بالفيروس على مستوى الجهة بلغ إلى حدود اليوم 4593 حالة.
ورصدت المديرية تسجيل حالتي (2) وفاة جديدة ليصل مجموع الوفيات 90 حالة.
ووفق معطيات المديرية فإن عدد المتعافين من المرض ظل في حدود 3261 بعد تسجيل 0 حالة شفاء جديدة.