طنجاوي - غزلان الحوزي
يبدو أن الاحتجاجات العارمة التي تعرفها عدد من المدن الإسبانية بدأت تخرج عن السيطرة، حيث تتواصل لليوم الثالث على التوالي مظاهرات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة، تنديدا باعتقال مغني الراب بابلو هاسل من داخل إحدى الجامعات.
ووقعت مواجهات دامية وأعمال شغب في عدد من الشوارع، خصوصا ببرشلونة وفالنسيا وتراغونا، ومناطق اخرى بإقليم كتالونيا، حيث قام المتظاهرون بإشعال النيران في صناديق القمامة، وإلقاء الزجاجات والحجارة على أحد مراكز الشرطة، ومقرات لمؤسسات الإعلامية، وتخريب واجهات عدد من المحلات، وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت بعدد من المدن الإسبانية، بعد يوم واحد من اعتقال الرابور الكتالوني بابلو هاسل، بسبب أغاني وتغريدات أهان فيها الشرطة والنظام الملكي الإسباني، خصوصا الملك فيليب السادس، ووالده الملك السابق خوان كارلوس.
وفي المقابل، واجهت الشرطة الاسبانية، وعناصر مكافحة الشغب آلاف المحتجين، خصوصا في العاصمة مدريد وبرشلونة، مستخدمة الهراوات والدروع، كما لجأت في تفريقهم إلى استخدام الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين، نهيك عن اعتقال العشرات.
يذكر أن المحكمة الوطنية الإسبانية، المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب، والجريمة المنظمة، كانت قد قضت في وقت سابق باعتقال الرابور المثير للجدل بابلو هاسل وإيداعه السجن، وذلك بسبب الكلمات والتعبيرات الواردة في عدد من تغريداته على صفحته بـ"تويتر"، وكلمات أغانيه، والتي مجد فيها الإرهاب وأهان العائلة الملكية.
في المقابل، دخلت تنظيمات وأحزاب يسارية إسبانية على خط القضية، حيث طالب حزب "بوديموس" المشارك في الحكومة، بإطلاق سراح هاسل، فيما أصدر مئات الفنانين، والصحافيين، والنخب المثقفة في البلاد بيانا مشتركا أدانوا فيه اعتقاله.