طنجاوي
أكد يوسف بن جلون، المستشار البرلماني، ورئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية حضور اللقاء الذي عقده عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، مؤخرا، بطنجة.
وقال بن جلون في حوار أجراه مع موقع "العمق" الإخباري إن اللقاء "لم يكن حزبيا، وإنما كان تشاوريا، وحضوري فيه، لم يأت من جهة كوني عضوا في حزب الأحرار، وإنما باعتبار الصلة التي تجمعني بالسيد عزيز أخنوش" .
وأضاف "أنا أولا لست طارئا على حزب التجمع الوطني للأحرار، وكنت أنتمي إليه وأترشح باسمه قبل الالتحاق بالعدالة والتنمية، ثم إن ما يجمعني بالسيد عزيز أخنوش، هو أكبر من مجرد شأن حزبي، فأنا انتمي إلى للصيد البحري، الذي يتولى القطاع الوصي عنه".
وتابع بن جلون أنه "كانت لنا عمل مشترك طيلة أكثر من عقد من الزمن، ولم نكن في السابق في توافق تام على عدد من القضايا التي تخص القطاع وكنت أعبر عن رأيي في هذه القضايا بشكل معلن عبر وسائل الإعلام، ثم بدأت تتقارب وجهة نظرنا في الوقت الذي قررت الوزارة أن تتجه إلى عصرنة القطاع وتحديثه من خلال المخطط الأزرق أليوتيس، واشتغلنا طيلة فترة تنزيل هذا المخطط في نفس توافقي وتشاركي".
وزاد بالقول"الرجل ينظر إلي باعتباري أحد وجهاء مدينة طنجة، وبحكم أني كنت دائما محل قبول من قبل مختلف النخب السياسية، بل وأحيانا كنت أمثل الجسر الذي تمر عليه كثير من التوافقات بين النخب المحلية في المدنية، فقد كانت دعوتي لحضور هذا اللقاء في هذا الإطار".
وجوابا عن سؤال حول ترشيحه من طرف عزيز أخنوش لعمودية المدنية باسم الأحرار في طنجة، اعتبر بن جلون أنه "من السابق لأوانه الحديث عن ترشيح لعمودية المدينة، كل ما في الأمر، أن ما دار في القاء مما يرتبط بشخصي كان أشبه ما يكون باستمزاج رأي حول الموقع الذي يفكر فيه السيد يوسف ابن جلون داخل مدينة طنجة، بغض النظر عن قضية الانتماء، ولا أخفي أن رأيي بالنسبة لمواضيع أخرى، كان يحظى بقدر من الاهتمام".
وأكد المتحدث ذاته أنه لا يفكر "بشكل جدي في تغيير الموقع الذي أنا فيه، سواء ما يرتبط بالتمثيلية المهنية، أو ما يرتبط بالدور الذي كنت أقوم به في المدنية كمحطة عبور وجسر لالتقاء النخب السياسية".
وقال في هذا الصدد" لقد جربت ممارسة السياسية طويلا في هذه المدنية، وقادتني التجربة إلى أن ما يفسد السياسية ويجعل المدنية تتراجع في أدائها، هو جو الاحتقان والتوتر بين النخب السياسية، ولذلك، اخترت الموقع الذي يجعلني دائما قريبا من كل الأحزاب، حتى إن حزب الأحرار اليوم لا يشعر أني غادرته".
ورأى المتحدث ذاته أن حزب العدالة والتنمية" يتفهم علاقتي بالأحرار، فليس المهم اليوم أي موقع حزبي تكون فيه، هل في العدالة والتنمية أم في الأحرار، بقدر ما يهم أن تختار الموقع الذي يجعلك تقوم بدور مهم للتجسير بين النخب، لكي تكون مدينة طنجة هي الرابح الأول في نهاية المطاف"، وفق تعبيره.
وبخصوص إمكانية رحيله من حزب العدالة والتنمية قال بن جلون" لي حساسية شديدة من مصطلح الرحيل، وأفضل إن قررت مغادرة هذا الحزب أن استعمل مصطلح الاستقالة بدل الرحيل، فكلمة الرحيل لها إيحاءات سلبية، ولها شحنة أخلاقية غير سوية، ومساري السياسي داخل الحزب، تجعل هذا المصطلح غير متناسب مع حالتي إذا ما فكرت في المغادرة" .
وزاد بن جلون قائلا" سأكون كاذبا إن قلت إني لا أفكر في المغادرة، لكن في الوقت نفسه، لا يزال أمامي وقت للحسم في هذا الموضوع، فالمعطيات التي تجمعت لدي، والمؤشرات التي أبني عليها قراري وصلت لمرحلة من نضج الموقف، أو ربما بدأت تسائل وجودي واستمراري في الحزب، لكن، لدي بعض الوقت لاتخاذ القرار المناسب".
وعن أسباب إمكانية مغادرة حزب العدالة التنمية قال بن جلون "على الأقل هناك أربعة أسباب قوية، بعضها مرتبط بالحزب وخطه السياسي، وبعضها الآخر، مرتبط بوضعي داخله، ونمط العلاقات التي تربطني بنختبه المحلية".
وأورد أن هناك ثلاثة أسباب أخرى" تخص وضعي داخل الحزب، أول هذه الأسباب أني رجل أعمال. صحيح أن مساري يثبت أني خالفت القاعدة التي تقول إن “الرأسمال جبان”.
واستدرك بالقول "لكن، ما لا أستطيع أن أتحمله، هو أن تظهر بعض المؤشرات التي تشوش على الصيغة التي تبناها الحزب في الإصلاح، فقد كان دائما يرفع شعار “الإصلاح في إطار الاستقرار”، لكني بدأت ألمح مؤخرا، كما لوكان الإصلاح مرتبطا فقط بوجود الحزب في قيادة المشهد السياسي، إلى درجة أن بعض القيادات بدأت تصدر تصريحات متشنجة، تشوش كثيرا على القواعد الأساسية التي بني عليها هذا الحزب".