طنجاوي - يوسف الحايك
تصوير وتوضيب: سفيان العشاب
استعاد الرئيس التونسي، الأسبق منصف المرزوقي، اليوم السبت (3 أبريل)، ذكرياته بمدينة طنجة، حيث عاش لسنوات.
وقال المرزوقي الذي كان يتحدث ضمن أشغال ندوة "منارات المتوسط.. فرص الاندماج في بحر التحديات" المنظمة ضمن
أشغال الجمع العام التأسيسي لفرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لجهة طنجة تطوان الحسيمة -قال- "اكتشفت البعد المتوسطي بطنجة مع زملائي الفرنسيين والاسبان، والبرتغالين.
وأضاف بالقول إن" طنجة علمتني أهمية هذا البعد ووسعت مداركي، وخلقت لي مشكلة مع القوميين العرب".
وتابع "نحن المغاربيون متوسطيون عرب وأمازيغيون ومتوسطيون، ولا يمكن الحديث عن الهوية المغاربية دون هذه المقومات بما في ذلك من اعتراف".
ورأى أن "الاندماج لا يحتاج قبولا من أحد لأنه حكم التاريخ".
واعتبر أن القضية ليست في حاجة إلى تدليل، ومن يسرع ويعطل الاندماج هو العمل السياسي الذي يقف حجر عثرة في وجه الاندماج ويعطله.
ودعا إلى ضرورة" الاندماج لمواجهة التحديات التي تعيشها دول المنطقة ومنها التحدي البيئي وتلوث حوض المتوسط وما له من انعكاسات على الصيد والأغذية، وهي إشكالية حقيقة، إلى جانب البعد الاقتصادي، والهجرة السرية"، يؤكد المرزوقي.
وشدد المتحدث ذاته على أن هذه القضايا تتطلب قرارات سياسية في وقت لا توجد فيه سوى آليات بسيطة.
وزاد بالقول" أنا غير متفائل بخصوص البلوكاج غير المقبول مغاربيا، ولابد من عمل كبير".
من جهته، ناقش محمد بنعيسى، وزير الخارجية الأسبق، موضوع دور الثقافة والابداع في إرساء قواعد الانتماء المتوسطي.
وذكر في هذا السياق أن أنه منذ الحرب العالمية الثانية، كان هناك استشراف للتوحد والتلاقي بين دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وبروز الحاجة إلى إقامة جسور للنجاة.
وتابع أن المنطقة تعيش مسلسلات من الحروب والدمار والشقاق لم تعرفها منذ أمد طويل، حيث يطرح السؤال عن كيف الخروج مما يعتري المنطقة من مشاكل وفقدان الثقة والحروب.
ورأى أنه "لابد من تصحيح المفاهيم والمعتقدات والرؤى، ومن ذلك توضيح دور الدين في الدولة في ظل ما وصفه ب" الزحف الديني على السياسة لاسيما في الدول العربية.
ودعا إلى قراءة متأنية لتفعيل سبل التعاون بين شعوب المنطقة، وضمان حد من الأمن والاستقرار من خلال استثمار القواسم المشتركة.
من جانبه، توقف يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة عند تداخل الإعلام مع السياسة والثقافة والجيوستراتيحية.
واعتبر مجاهد في مداخلة له أن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط تشكل مهدا للحضارات والديانات التوحيدية، إلى جانب الحضارتين الفرعونية واليونانية، وما يترتب عن ذلك من تشابه في العادات والتقاليد بنفس البنيات الأنثروبولوجية.
وأكد أنه يمكن أن يكون هناك حوار إذا التقت الإرادات والمصالح المشتركة.
وسجل أن الإعلام نظريا مستقل لكنه في الواقع في كل بلد خطوط حمراء تتعلق بمصالحها الكبرى والاستراتيجية.