أخر الأخبار

سياق وسيناريوهات.. الندوي يقرأ مآلات استقبال إسبانيا لمتزعم "البوليساريو"

طنجاوي - يوسف الحايك

دخلت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا منعطفا جديدا، بعد افتضاح أمر استقبال الجارة الشمالية لإبراهيم غالي، متزعم جبهة "البوليساريو" الانفصالية للعلاج.

أسف وخيبة أمل!
وتوقف محسن الندوي،  رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، عند تعبير المغرب بشكل رسمي عن أسفه لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها إبراهيم غالي، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

واعتبر الندوي في تصريح ل"طنجاوي" أن الرد الرسمي المغربي فيه الكثير من التحفظ ولم يصل إلى الإدانة الصريحة مستعملا عبارة "الأسف" و"خيبة الأمل".

ورأى أن هذا الأمر يعني أن الرباط كانت تنتظر العكس تماما من اسبانيا خاصة مع اقتراب حل ملف الصحراء نهائيا بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

ولاحظ أن "المغرب طرح  أسئلة محددة اعتمد عليها عند استدعاء السفير الاسباني بالرباط  انطلاقا  من استغرابه من موقف إسبانيا متمثلا في عدم اخطار المغرب بإدخال المدعو إبراهيم غالي إلى اسبانيا وبجواز سفر مزور وبهوية مزورة ومن جهة أخرى عن سبب صمت القضاء الاسباني اتجاه المدعو غالي رغم الشكاوى الكثيرة ضده منذ عام 2008 إلى الآن.

وذهب المتحدث ذاته إلى أن المغرب استخدم الدبلوماسية الناعمة وليس الصلبة ولم يرد تصعيد الوضع المتوتر أصلا بين الطرفين.

وسجل أن المغرب بحكمته ورؤيته الاستراتيجية وضع رده الرسمي في إطاره من خلال الاستغراب وطرح استفسارات محددة وهي قناة دبلوماسية معتادة في العمل الدبلوماسي.

السياق
واستحضر الندوي في هذا السياق نظرة  إسبانيا للمغرب كبلد بدأ يسحب الكثير من الأوراق تحتها حيث بدأت مبكراً مع تربع الملك محمد السادس على العرش، وبلورته لاستراتيجية تنمية شمال المغرب، وبناء الميناء المتوسطي، الذي حاصر مدينة سبتة، وقضى بشكل نهائي على وضعها الاقتصادي والتجاري، لتساعده بعد ذلك جائحة كورونا في الإنهاء الكلي لتهريب السلع من المدينتين سبتة ومليلية إلى الداخل المغربي، حتى أصبحتا عبئاً ثقيلاً على الحكومة المركزية في مدريد.

وأكد أن ورقة الضغط مهمة للمغرب هي ورقة سبتة ومليلية المحتلتين، حيث جاءت اللحظة التي يستعمل فيها المغرب هذه الورقة، ومعها أوراق أخرى أكثر قوة مثل ورقة الهجرة غير الشرعية ، حتى يدفع إسبانيا إلى أن تساند طموحه في إنهاء ملف الصحراء، أو على الأقل تبقى في الحياد ولا تضطر لمعاندة سياسته.

وأوضح أن الرباط ينبغي أن تتحرك بحزم أكثر بخصوص ملف سبتة ومليلية وتضع طلبا في الموضوع لدى الأمم المتحدة إن لم ترض إسبانيا المفاوضات الثنائية حول بداية حلحلة ملف سبتة ومليلية المحتلتين.

وشدد على ضرورة تذكير المغرب لاسبانيا بأن هذا الملف قد حان وقته؛ خاصة وأن إسبانيا تعتقد أن سبتة ومليلية "جزءا من أراضيها" ووحدة أراضي اسبانيا " فالضغط عليها بهذا الملف من شأنه إضعاف موقفها في قضية الصحراء.

واعتبر الندوي أن قضية الصحراء بالنسبة إلى إسبانيا هي مجرد ورقة تتمسك بها للإبقاء على احتلالها لسبتة ومليلية والجزر الجعفرية، وهي تدرك أن الخطوة الثانية بعد إنهاء المغرب لملف الصحراء هو تحرير المدينتين، وأن معطيات التاريخ والجغرافيا والسياسة ومبادئ القانون الدولي كلها في صالح المغرب، وأنها لن تستطيع أن تصمد في مواجهة مطالب المغرب باسترجاع المدينتين، ولذلك تنظر لأي تقدم يحرزه المغرب في ملف وحدته الترابية باقتراب من  ملف سبتة ومليلية.

وعلى صعيد مواز، اعتبر الندوي أن ضغط المغرب بورقة الهجرة السرية مهم جدا أيضا في هذا الاتجاه ينبغي الضغط بها على اعتبار ان بلدان الوصول ينبغي أن تتحمل المسؤولية إلى جانب بلدان العبور.

سيناريوهات
وللتعاطي مع هذا الملف اقترح الندوي سيناريوهين يعتمد الأول على اعتماد الدبلوماسية الصلبة من المغرب على اعتبار أن اسبانيا انتقلت في ملف الصحراء من الحياد إلى العداء وهو ما يعني أن المغرب حسب هذا السيناريو لن يتعاون مع اسبانيا في العديد من القضايا منها الهجرة غير الشرعية ولن يكون المغرب "دركي الهجرة" لحماية الحدود الإسبانية.

وشدد على أن هذا المعطى ينطلق من كون تدبير ملف الهجرة غير الشرعية هو مسؤولية دول المنشأ ودول الوصول، ولا ينبغي وضع ثقل الهجرة كله على بلدان العبور. للمهاجرين الأفارقة المتوجهين إلى إسبانيا.

من جهة أخرى - يقترح الندوي - أن يعمل المغرب على تقديم طلب للامم المتحدة ضد اسبانيا باعتبارها بلد محتل لسبتة ومليلية وذلك من أجل إضعاف موقف إسبانيا في قضية الصحراء والتراجع عن تعاونها مع الجزائر وترك الحكومة الاسبانية للقضاء الاسباني يقوم بما ينبغي القيام به اتجاه كل الجناة من البوليزاريو المتهمين بالابادة الجماعية وانتهاكات حقوق الانسان.

أما السيناريو الثاني من منظور الندوي هو نهج المغرب الدبلوماسية المرنة وهو أن يقوم المغرب باستدعاء سفير اسبانيا في الرباط واستفساره وتسجيل احتجاج المغرب جراء هذا التصرف غير اللائق من اسبانيا اتجاه قضية مصيرية بالنسبة للمغرب وتأجيل القمة المشتركة المغربية الاسبانية المنتظرة وايضا تأجيل كل اللقاءات الثنائية المرتبطة بالتعاون بين الطرفين في جميع المجالات وخاصة في مجال دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وحضور الشركات، والمقاولات ، وكذا الانتقال الإيكولوجي، والتدبير المنظم للهجرة.

استدعاء
وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أول أمس الأحد (25 أبريل)، استدعاء السفير الاسباني بالرباط.

وقالت الوزارة إن "المملكة المغربية تعرب عن أسفها لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات 'البوليساريو' الانفصالية، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" .

وأضافت الوزارة، في بلاغ، أن المغرب يعبر عن خيبة أمله من هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية.

واعتبرت الوزارة أن موقف إسبانيا "يثير قدرا كبيرا من الاستغراب وتساؤلات مشروعة: لماذا تم إدخال المدعو إبراهيم غالي إلى إسبانيا خفية وبجواز سفر مزور؟ ولماذا ارتأت إسبانيا عدم إخطار المغرب بالأمر؟ ولماذا اختارت إدخاله بهوية مزورة؟ ولماذا لم يتجاوب القضاء الإسباني بعد مع الشكاوى العديدة التي قدمها الضحايا؟".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@