طنجاوي – هشام الراحة
مَعلَمة إنسانية بقلب مدينة طنجة، أرّخت لأحداث هامة ومصيرية، تنتصب شامخة في عقبة الصياغين، الطريق الرئيسية بداخل المدينة القديمة لطنجة.
إنها "دار النيابة"، التي أُسست في عهد المولى عبد الرحمن بن هشام، سنة 1860م، كانت مقر إدارة نائب السلطان بطنجة، الذي كلف بأن يكون واسطة بينه وبين ممثلي الأجانب، فكانت مهمته هي التفاوض مع قناصل وسفراء الدول التي كانت لها تمثيلية بطنجة، حسب الباحث رشيد العفاقي.
وعن الدور التاريخي الذي لعبته هذه البناية، يقول الباحث عبد الحفيظ حمان: "دار النيابة لها أهمية كبيرة في التاريخ المغربي ومصيره، حيث عرفت توقيع مجموعة من الاتفاقيات والمفاوضات، بما فيها المفاوضات حول نظام الحماية. وهي تعبر عن عمق تاريخي سياسي وثقافي مهم للمغرب".
وأمام هذا الزخم التاريخي الكبير الذي لا يمكن حصر تفاصيله، نجدها اليوم تعيش أرذل أيامها، حيث صارت البناية مهددة بالانهيار في كل لحظة، بسبب التصدعات الخطيرة التي تخترق جدرانها، فالداخل اليوم إليها يصدمه المآل الذي انتهت إليه، بعد أن تحولت إلى خراب.
وضعية الإهمال الذي تعرفه هاته المعلمة التاريخية يسائل كل الذين يتحملون مسؤولية تدبير شؤون مدينة طنجة، حول المصير الذي ينتظر هاته البناية التي كانت رمزا للسيادة المغربية في زمن مضى، وهي تحتل بذلك مكانة رمزية في ذاكرة المدينة، من الواجب الإسراع بترميمها والحفاظ عليها، حتى لا تلقى مصير العشرات من المآثر التي تم تدميرها في سياق الجرائم التي ارتكبت في حق هاته المدينة.