أخر الأخبار

حيون يكتب: افسحوا الطريق للعبة "البَادل" حتى لا يفوتكم الركب ..!!

طنجاوي - بقلم: عبد العزيز حيون

 

لا أدري هل من حسن الصدف أم من مَكر الصدف إلتقيت مؤخرا بصديق في طنجة أبعدت بيننا الظروف لسنوات بعد أن استقر بإسبانيا… وكان للقائنا "راهنية" خاصة، بتقييمنا نحن الصحفيين، بعد أن علمت أن صاحبي، الذي تقطن عائلته وهي من "أصحاب الشان" بحي مرشان، أصبح مولعا وعاشقا للعبة "البادل" ،ما منحه حظوة خاصة بتلك البلدة التي يسكنها لسبب مثير للاهتمام.

 

حكى لي صديقي كيف انتقل من الحب الجنوني لفريق إسباني خاصمه مع القريب قبل البعيد الى حب لعبة "البادل" التي تتلمس طريقها بين رياضات شعبية تكفي فيها كرة واحدة لتُلم شُبان حي بأكمله، بل أكثر من ذلك أصبحت ملاعب "البادل" بتلك البلدة بضواحي مدريد تحمل اسم صديقي العربي القُح… ليصبح منافسا مباشرا في "الشهرة" لابن جلدته ابن بطوطة، الذي لازال النقاش حوله إن كان دُفن فعلا في مدينة البوغاز أم في إحدى أحياء الدار البيضاء، كما قال المؤرخ المغربي الكبير عبد الهادي التازي أحد أبرز من كتبوا عن الرحالة ابن بطوطة، وقد أكد أن الضريح الموجود في طنجة ليس قبر ابن بطوطة الحقيقي، بل هو مزار لشخص آخر، والعهدة على القائل.

 

قال لي صاحبي إن أهل البلدة اطلعوا على إعلان، بشكل عرضي، في يوم روتيني مفاده أن شخصا عربيا ثَريا يُحب رياضة "البادل" يسعى الى نشرها عالميا حتى في أنأى قرية وليس حُبا في أموال الإشهار والشُهرة، وهو على استعداد تام لتمويل إنشاء ملاعب للبادل ،من التجهيزات الخارجية إلى وسائل اللعب، شريطة توفير فضاء مُناسب من الأحسن أن يكون بعيدا عن سكن الناس حتى لا تزعجهم صيحات اللاعبين وهم يمارسون اللعبة بحماس زائد وضربات الممارسين التي تحدث صوتا فيه خشونة ربما بسبب مادة المضارب ونوع الكرة.

 

المُهم أن صاحبَنا أَفلح في استقطاب المشروع بتمويل خارجي كُلي ولم يكلف الأمر أي فلس من ميزانية بلدية البلدة الإسبانية ولا فضاء كان مخصصا للعب الأطفال قبل أن يتغير قدره ولا ملعبا للقُرب يثير موقعه لعاب أصحاب "الهمزات" ولا أي تدخل للجماعة المحلية ولا للوكالة الحضرية لتوفير الرخص وصياغة التقارير والتقارير المضادة ولا تسبب الأمر في صراع طبقي ولا اتهامات لمنتخبين بعينهم، وحافظت البلدة الإسبانية بسلام على كل ملاعبها الرياضية ليمارس كل واحد اللعبة التي يستهويها وتلائم قدراته البدنية والمادية ولا تُسبب له الخصام مع الجيران.

 

وما دام الشيئ بالشيئ يذكر، أخبرت صديقي أن إنشاء بعض ملاعب "البَادل"بمدينة طنجة، العزيزة عليه، تَسبب في لَغط كبير وخصومات بين مؤسسات رسمية ومنتخبة وجمعيات مدنية وجمعيات الأحياء و"مستثمرين"، حتى أن الأمر أصبح "قضية شأن عام"… ولن تفتر القضية إلا بقرار من المحاكم ولا قدر الله قد تسبب المسألة إصدار عقوبات زجرية ورادعة ما على أناس يتهمهم البعض أنهم منحوا رخصا خارج نطاق القانون، وتَأَجج الصراع بسبب "القضية"وتبادل البعض التهم ونحن على مقربة من موعد الانتخابات، التي يستعد لها البعض في حالة هياج قصوى بسبب الرغبة الجامحة لكسب المواقع بأي شكل من الأشكال كثَور مصارعة الثيران الذي تثيره حركة قطعة القُماش (الموليتا) وتُحفزه للهجوم ولا يُفرق بين من يريد به خيرا وبين الشرير المُتربص.

 

أضحك صاحبي الأمر، ولم يفهم خلفيات ولا واقع الأمر، ربما لأنه غاب عن واقعنا لسنوات وفقد البَوصلة، مستفسرا عن السبب الذي يجعلنا نزيح ملعبا لرياضة ما لإنشاء ملعب لرياضة أخرى، مع العلم أن المهم هو أن تمارس الساكنة الرياضة من أجل صحة جسدية وبدنية أفضل، ومن الأحسن أن يمارس المغاربة كرة القدم وبلدنا أضحى مرجعا فيها ويثير اهتمام العالم في كل محافلها، كما أن هذه الرياضة الشعبية لا تُكلف إلا النزر القليل من الإمكانات والبنيات قد تجمع في زمن واحد العشرات من الناس بين الممارسين والمتفرجين والمحللين والمستقطبين والمتطفلين.

 

 المُهم في هذه الرواية هو أن لعبة "البَادل " قادمة بقوة وعلينا أن نفسح لها المجال حتى نكون في مستوى المتغيرات الجارية في العالم ونرفع من شأننا الاجتماعي ولو على حساب تطلعات شبابنا وصغارنا ومناطقنا الخضراء، وصفها فـ"البَادل " له الأولوية التي يحكمها معيار حجم الانتشار واهتمام "المَخمَليين".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@