طنجاوي – هشام الراحة
احتضن بيت الصحافة بطنجة، مساء أمس الجمعة ، احتفالية رائعة و حميمية بالمسار الأدبي والمعرفي لمؤرخ المملكة المغربية، والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، الأديب والشاعر ، عبد الحق المريني، تخللتها فقرات موسيقية من إبداع الفنان عبد الفتاح النكادي.
بحضور عمدة المدينة، البشري العبدلاوي، وعدد من الأسماء البارزة في مختلف المجالات الثقافية والإعلامية، تم تقديم شريط يعرض لأهم مراحل التكوين العلمي، والمراتب التي ترقى فيها المُحتفى به.
عبد الحق المريني كشف عن جوانب هامة من مساره الحياتي، معترفا أن طفولته كانت مخالفة عن طفولة الآخرين، حيث كبر في بيت محافظ جدا، في وقت كان لعب كرة القدم عيبا، موضحا أنه قبل التحاقه بصفوف المدرسة، مرّ من المسيد، حيث حفظ القرآن، ونسخ الستين حزبا بخط يده كاملة.
وعن الروح الوطنية التي يتمتع بها الرجل اعترف أن ما تربى في أعماقه من وطنية، جاء من وراء الخطب التي ألقاها الملك محمد الخامس، ومن حفلات عيد العرش التي كانت تقام آنذاك بالأسواق والأزقة، حيث كان يتم حظرها من طرف الإستعمار الفرنسي، مضيفا أن خطابات الملك محمد الخامس، كانت مخالفة للعادة، مستشهدا بإحدى فقرات خطبه قال فيها: "فرنسا لبست المغرب عندما كان طفلا، إلا أنه لم يعد كذلك "، وهو الخطاب الذي ألقاه في عهد نظام الحماية الذي عاشه المغرب، حيث كانت هذه العبارة كفيلة بأن تطلق "ثورة الملك والشعب".
المريني باح في هذا اللقاء برغبة جامحة كانت تتملكه في أن يصبح جنديا، والالتحاق بصفوف الجيش المغربي، وهو الدافع الأساسي وراء اهتمامه بتاريخ المغرب وذاكرته فيما بعد...
اللقاء الاحتفالي تميز بتقديم مجموعة من الشهادات في حق الرجل، تناوب على إلقائها عدد مِمّن صاحبوه أو سمعوا عنه أو عرفوه، وفي هذا السياق اعترف الروائي والناقد المغربي محمد برادة بالفكر الموسوعي للمحتفى به، وحبه للوطن الذي يفوق أي اعتبار، شاكرا إياه على ما قدّمه للوطن.
المبدعة والشاعرة وداد بن موسى ألقت في حضرة المريني رسالة شكر اعتراف بالمكانة التي يعطيها عبد الحق المريني، في كتاباته للمرأة العربية على وجه العموم، وللمرأة المغربية على وجه الخصوص، راصدة مجموعة من كتاباته حول الموضوع ك "دليل المرأة المغربية"، و"المرأة المغربية ودورها في الجيش"، و "دور المرأة المسلمة في الجهاد والحرب".
الشهادات المقدمة في حق عبد الحق المريني أجمعت على الإشادة بطبع الرجل الذي يتسم بالوطنية الرفيعة والصادقة، والتواضع، مؤكدة أن الإحتفاء به هو إحتفاء بالذاكرة المغربية ككل، باعتباره مؤرخا تحمل مسؤولية جسيمة في التأريخ لأحداث وتفاصيل المملكة المغربية.