طنجاوي
على بعد أربعة أيام من انتهاء عقد خط الأنابيب المغاربي-الأوروبي، لم تنجح ريبيرا تيريزا، وزيرة الانتقال الإيكولوجي والتحدي الديمغرافي، في إقناع السلطات الجزائرية بتجديد هذا العقد، الذي ينتهي العمل به يوم الأحد المقبل، عقب لقائها، أمس الأربعاء، بالطرف الجزائري في آخر محاولة لايجاد حل لهذا الملف.
قرار السلطات الجزائرية في عدم تجديد العقد له دوافع عدائية للمغرب، خصوصا وأنها هي من اختارت قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، ما أثار الكثير من الاستياء في المجتمع الدولي، علما أن المغرب كان السباق لعرض المساعدة في إخماد الحرائق، فيما كان رفض الجزائر قبول يد المغرب الممدودة إدانة أخلاقية سيكتبها التاريخ في سجلها الأسود.
وحسب الصحف الابيرية، فقد اتفقت إسبانيا والجزائر على كميات الغاز التي ستعمل الجارة الشرقية على نقلها إلى الجارة الشمالية عبر أنبوب “ميد غاز”، الذي يربط ميناء “بني صاف” بميناء “ألميريا”. كما اتفق الطرفان كذلك على كيفية تلبية الطلبات الإضافية من الغاز الطبيعي في أوقات الشتاء.
وعلى الرغم من طمأنة الوزير الجزائري لنظيرته الاسبانية بإمداد بلادها بالغاز، مثلما فعل مع وزير الخارجية ألباريس قبل شهر، ترى الصحف الاسبانية أن أنبوب "ميد غاز" الذي دشن سنة 2011 تبلغ قدرته على تصدير ثمانية مليار متر مكعب في السنة، ويعني ذلك أن صادرات الجزائر السنوية ستلبي فقط نصف حاجيات إسبانيا والبرتغال عبر هذا الأنبوب مع ارتفاع في الطلب على هذه المادة خلال فصل الشتاء ما يعني البحث عن أسواق بديلة.
وتشير نفس المصادر أن نقل الغاز إلى إسبانيا عبر الروابط البحرية سيكون مكلفا وهو ما ليس في صالح الجزائر التي لازلت تعاني من تبعات أزمة وباء كورونا حيث انخفضت مبيعاتها للغاز إلى 30 بالمائة.