طنجاوي 

في الوقت الذي تجبر فيه فرنسا الأطقم الصحية على التلقيح، و تقديم مشروبات مجانية و بعض المال للتشجيع على تحقيق المناعة الجماعية في الولايات المتحدة الأمريكية، نجد اسبانيا ليست بحاجة إلى تلك الحوافز، لأن الاسبان يقبلون بكثافة على التلقيح منذ بدايته، حتى وصلت الآن نسبة تلقيح للمسنين، الذين تفوق أعمارهم ثمانين سنة، 100 % ، و% 88,5 من مجموع ساكنتها لتصبح واحدة من أولى الدول الناجحة في حملة التلقيح ضد كوفيد-19 في أوروبا. 

يقول خبير في علم الأوبئة ومدير سابق في منظمة الصحة العالمية دانيال لوبيس أكونيا، في حديثه إلى الإذاعة الوطنية "RTVE" أنه بخلاف العديد من الدول، لا توجد في اسبانيا مظاهرات لرفض التلقيح، وتأثيرها كان هامشيا على المجتمع الاسباني،  بحيث أن بعض المجموعات دعت للخروج تقليدا للجارة الفرنسية لكن دعواتها قوبلت بالتهكم والسخرية. 

ويوضح الخبير أن سبب تقدم اسبانيا في حملة التلقيح بين جميع الفئات العمرية يعود إلى ثقة الاسبان في نظامهم الصحي العمومي، الذي يعتبر ثالث أفضل نظام صحي في العالم  بعد سنغافورة  وهونغ كونغ. 

ويقول متحدث  آخر وهو أستاذ جامعي  في جامعة جونز هوبكينز، أن الاسبان أشخاص جد متضامنين واجتماعيين بشكل كبير، لدرجة أنه إذا لم يلقح لنفسه، فإنه يفعل ذلك من أجل الأخرين، والدليل على ذلك،  فإن اسبانيا هي الرائدة عالميا في التبرع بالأعضاء 28 سنة على التوالي. 

ويقول نفس المتحدث، أنه من بين أسباب النجاح الأخرى، اسبانيا تملك برنامجا تطعيميا راسخا  منذ سنوات، بحيث يوجد ارتفاع في نسبة التلقيح لدى الأطفال  ضد أمراض مثل شلل الأطفال، التهاب الكبد، التهاب السحايا وهي نسبة فاقت 97 % خلال السنوات الأخيرة. 

وختم الخبير أكونيا أنه لا يعتقد أن اسبانيا ستضطر إلى فرض تدابير جزرية أو فرض جواز التلقيح، موضحا أن المجهودات يجب أن ترتكز على توعية المشككين في أهمية اللقاح.