طنجاوي ـ بقلم عمر سعدون *
يفتتح الفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الوزاني معرضه الفني الجديد "طبيعتي" برواق "كينت" في طنجة ابتداء من يوم الجمعة (17 دجنبر) الجاري، على الساعة الخامسة مساء، وسيمتد إلى غاية 17 فبراير2022.
ويأتي هذا المعرض الفني ضمن سلسة المعارض الناجحة التي تنظمها عزيزة العراقي، والتي تسعى في اختياراتها الفنية إلى تقديم تجارب متفردة، تجارب تغوص في تقاليد الفن المعاصر وتقربها من الجمهور المغربي؛ فبعد معرض المنار الصيف الماضي يعود رواق كنت لإبراز الجماليات المتمركزة حول الغنى البصري في المنجز الفني المعا صر.
"طبيعتي"، هو عنوان هذه الاحتفالية اللونية، التي تشي بوضع المتلقي أمام سينوغرافيا العرض التي تتيح مشاهدة الأعمال من الداخل، والإحاطة بها من أجل ملامسة مكنوناتها الإبداعية، واكتشاف طبيعة أسئلتها وطرحها الوجودي في اللعب والتوازن في الهواء أو الماء، فداخل عالم أصبحت خصائصه ولادة للمآسي، كان لابد للوزاني أن يسائل بأعماله المهمة سخرية الواقع، وأن يترك للمشاهد مساحات التفكير في عمق أعماله وعمق أبعادها الفلسفية والرمزية والثقافية والإنسانية.
لا شك أن مسيرة الرائد عبد الكريم الوزاني، طيلة أربعين سنة، لم تتوقف عن التجديد المستمر في الأسلوب والأشكال البصرية؛ حيث اشتغل على تطوير منحوتاته المصبوغة على قماش أو أصماغ مبتكرا عالمه المتخيل من "الذوات".
لم تعد ثمة طبيعة تضاهي الطبيعة نفسها، لكن طبيعة عبد الكريم الوزاني تنتج من أسلاك مغلفة بالقماش لاستمرارية فعل الصباغة، لتنحت الهواء وتراقص الفضاء. لعل سيلفي أشكالا عجيبة ماكرة ساخرة، كما سيعاين حيوانات كبيرة كبقرة الطروادة، أي ذلك الكائن الذي يتساءل عن ماضي البحر الأبيض المتوسط، في تلاقحه الثقافي والفني بين الشرق والغرب، فضلا عن كائنات صغيرة من أسماك تبحر في الهواء وأخرى تحلق مع الطيور، كل داخل عوالم ومساقات رواق كينت.
*فنان بصري وباحث.