طنجاوي

بألم وحسرة كبيرتين ودموع تحمل فيضا من المشاعر الغاضبة، تسرد أم سهام كابوس اعتقال ابنتها بسبب طبيب لجأت لخدماته ليعالجها، قبل أن يصدمها ويدخلها السجن بتهمة تنكرها أم سهام جملة وتفصيلا.
وتحكي الأم لموقع طنجاوي تفاصيل يوم أسود عاشته ابنتها قبل حوالي ثلاثة أسابيع، عندما تعرضت للإهانة من طرف احد عناصر الأمن الخاص بمستشفى محمد الخامس، الذي استعرض عضلاته أمام سهام ووالدتها وشرع في سبهما أمام أنظار العشرات من المواطنين الذين كانوا ينتظرون دورهم للدخول لغرفة الطبيب، بعدما انزعجت سهام من ممارسات هذا الشخص الذي شرع في إدخال المرضى على مزاجه وبشكل أثار غضب العشرات.
تقول أم سهام إن ابنتها التي سقطت داخل مكان عملها بالأمن الخاص بإحدى الوحدات الفندقية بالمدينة، ليتم إحضارها لمستشفى محمد الخامس للعلاج، إذ كانت تظن أنها ستمضي بضع ساعات لتتوجه لبيتها بحي بئر الشفاء لتناول وجبة الإفطار، قبل أن تعود لعملها بعد الاطمئنان على حالتها الصحية، فماذا حدث؟
غالبت الدموع عينا الأم وهي تسرد بالكثير من المرارة انزعاجها من ما أقدم عليه عنصر الأمن الخاص، إذ شرع في سبها وإهانتها، قبل أن يغادر الطبيب غرفته ليكمل مسلسل الإهانات أمام أنظار العديد من المرضى الذين عاينوا ما بدر عن الطبيب دون أن يحركوا ساكنا، ودخل الطرفان في نقاش حاد قبل أن يصفع والدة سهام في مشهد أثار غضب الفتاة التي لم تمتلك نفسها، وغالبت ألم قدمها في محاولة للدفاع عن أمها المسلوبة كرامتها.
وتؤكد والدة سهام أنها لم تستوعب وعيد الطبيب بمعاقبة الفتاة وحبسها، وهو ما تأكد بعد بضع دقائق يعدما قدمت عناصر شرطة لاستنطاق سهام ووالدتها فكانت بعدها المفاجأة.
تضيف والدة سهام في حديثها للموقع أن عناصر الشرطة قاموا بأخذهما نحو أحد المخافر، حين قدموا محضرا للأم التي وقعت دون أن تكترث لما خطت عليه توقيع يدها، ليتم توقيف الفتاة التي تابعها الطبيب بجنحة إهانة موظف عمومي أثناء مزاولته لعمله.
أدركت حينها الوالدة أن ابنتها التي تعرضت للإهانة والسب والشتم، ستواجه أياما صعبة وهي التي لم تتجاوز 20 سنة من عمرها، وتشارك والدتها في تحمل مصاريف المنزل الذي تقطنه السيدتان رفقة جدتها العجوز، لم تستوعب أم سهام ما حصل، وتساءلت بالكثير من المرارة كيف أصبحت ابنتي متهمة وهي من تعرضت لأبشع الإهانات وأنا من تلقيت صفعة هزت كياني؟
مرت أيام وسهام تقضي اياما بالسجن المحلي بطنجة، قبل أن تدين المحكمة الابتدائية بطنجة سهام وتقضي ضدها بالحبس لشهرين، في حكم لا زالت السيدتان لم تستوعباه.
وناشدت أم سهام وجدتها الطبيب للتنازل عن قضيته، إذ حول حياة الفتاة لكابوس، فقدت حريتها، وأضاعت عملها، ونفسية محطمة لن يداوي جروحها الزمن.