طنجاوي
رحلة سفر روحاني تلك التي عاشتها جماهير مدينة طنجة ، مساء أمس الجمعة، ليلة روحانية امتزج فيها فن السماع والمديح بالطائفة العيساوية في تلاوين صوفية ممهورة، أطربت أسماع الحضور الذي غصت به قاعة بوكماخ بطنجة، قادما إليها من داخل طنجة وخارجها، وذلك في إطار فعاليات مهرجان ميازين في دورته الثالثة، الذي أشرفت على تنظيمة "جمعية رياض الطرب للموسيقى" والسماع الصوفي بطنجة برئاسة سعيد بلقاضي .
وأدت فرقةالكوثر للسماع والمديح الصوفي ، برئاسة الفنان جواد الشاري، باقات متنوعة من فنون السماع والمديح والآلة، مشكلة لوحة تراثية فريدة ومتميزة تعكس الموروث المغربي الأصيل.
بالمقابل، وعلى بساط الحلم، سافر الجمهور الطنجي الى عراقة فاس وأجواء العاصمة العلمية للملكة حيث نثرت فرقة الطائفة العيساوية الفاسية ابداعاتها في فضاءات روحانية، عاش معها الجمهور في تجليات المعنى والكلام والايقاع، ومنذ اللحظة الاولى وضعت الجمهور باجواء الفرقة، عندما قدمت" الدخلة العيساوية" يالأعلام والطبول والدفوف وبالذكر والصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام، لتسافر بجمهورها والولوعين في اجواء روحانية حالمة، بعدها الى "قصيدة عيساوية"، لتنتقل الى المدائح من " شذرات عيساوية"،وتقدم بعدها الاغنية الشهيرة، التي اشتهرب بها فرقة"ناس الغيوان" وهي " الله يامولانا" بايقاعها ودلالة معانيها.
وكان الختام مع الحضرة، والتي يتم الوصول فيها الى حالة من التسامي الروحي، مع الايقاعات والاذكار، وتمازج الاصوات وتعاليها بمرافقة الالات الايقاعية. في صورة تعكس التنوع والتمازج الثقافي والفني الأصيل للمغرب كمظهر من مظاهر الجمال الروحي الذي كان محصورا في أروقة الزوايا الصوفية، في رقيها وسموها، الأصيل” لينتقل الى الحفلات العامة والخاصة...
عرس ثقافي قص شريط افتتاحه أمس بعد توقف دام سنتان، بسبب الجائحة، وهو الذي أصبح حدثا وعرسا ثقافيا سنويا يحج إليه المئات من محبي الفن المغربي الروحي الأصيل، كان الهدف من تنظيمه هو السمو بالحقل الثقافي، وتجويد الذوق الفني العام وخلق فسحة ومتنفس فني أمام من يريد تعلمه من الشباب وأمام محبيه من الجمهور خاصة الناشئة....
