أخر الأخبار

كيف اصبح اليزيد أيناو الرجل القوي والعمدة الفعلي لمدينة طنجة؟!!.

محمد العمراني

 

يستحيل أن نتحدث عن جماعة طنجة دون ان يقفز إسم اليزيد أيناو إلى الواجهة، باعتباره المتحكم في مفاصل القرار داخل هاته المؤسسة وعلبتها السوداء، الامر الذي يدفعنا للتساؤل حول مسار هذا الرجل ومن اين استمد قوته، حتى صار ينعث بالعمدة الفعلي؟!.

 

يكفي ان يعرف المتتبع للشأن العام بمدينة طنجة ان اليزيد أيناو يستحق ان يدرج إسمه في كتاب 'غينيس" باعتباره اقدم مسؤول بالجماعات الترابية على المستوى الوطني، حيث ظل متحكما في قسم الموارد المالية لجماعة طنجة منذ 2004 الى يوم الناس هذا، اي ما يقارب 19 سنة!!.

 

هذا المنصب الحساس منح اليزيد نفوذا كبيرا داخل المجلس، بل تعداه إلى كل ما له علاقة بعالم المال والأعمال، ويصفة خاصة قطاع الإنعاش العقاري، حيث اصبح كل صاحب مشروع عقاري، او طالب لاحتلال الملك العمومي، او تاجر بسوق الجملة، إن هو اراد ان تقضى حوائجه، لا بد له ان يخطب ود اليزيد طامعا في رضاه...

 

لكن نجم اليزيد سيسطع بقوة مع وصول فؤاد العماري لقصر البلدية، ليصبح بذلك الٱمر الناهي بالجماعة، خاصة وانه كان قبلها بقليل قد تمكن من ربط علاقة وثيقة مع إلياس العماري وما ادراك ما إلياس العماري، حيث صار أيناو يستمد نفوذه وقوته منه، حتى تضخمت أنانيته لدرجة بات معها مقتنعا انه صار يمتلك الحصانة المطلقة من اي مساءلة او افتحاص جدي. 

 

وهنا انتقل اليزيد من موظف يقاتل من اجل الحفاظ على موقعه الى فاعل في الحقل الحزبي، حيث بات يلعب دورا محوريا في هندسة التحالفات وضبط الاغلبية لتمرير مقررات المجلس، ورفض اخرى حسب ما يخدم مصالحه ومخططاته، ليجمع بذلك بين التحكم في مفاصل القرار الاداري والنفوذ الحزبي.

 

ومع وصول حزب المصباح الى مقاليد تدبير شؤون مدينة طنجة سيكتشف الجميع وجها ٱخر لليزيد، والذي تمكن في وقت وجيز من ربح ثقة الإخوان والاخوات، ونجح في إبرام صفقة لا يعلم خبايا وتفاصيلها إلا محمد أمحجور، الذي كان يلعب دور الصدر الاعظم في فترة العمدة العبدلاوي، ليحافظ بذلك على موقعه، وهو الذي كان راسه قد أينع وينتظر القطاف!!.

 

طموح اليزيد الذي لا ينتهي، ورغبته الجامحة في الحفاظ على موقعه داخل المجلس دفعاه ليقدم نفسه المهندس الجديد الخبير في صنع خريطة التحالفات خلال استحقاقات 2021، ولعل الجميع يعرف واقعة رفعه نخب التحدي، في لحظة حماسة مفرطة، وهو يتوعد بلغة المنتصر انه لن يسمح لاحد الاحزاب بالوصول إلى موقع القرار داخل المجلس ولو على جثته، قبل ان يكون لصناديق الاقتراع راي ٱخر، وما ترتب عنها من نتائج نسفت في نهاية المطاف تهيئات واماني اليزيد.

 

ومع وصول الليموري الى قصر البلدية اصبح اليزيد هو الرجل القوي بدون منازع، حتى صار يوصف بالعمدة الفعلي، بل هو المخاطب والممر الآمن نحو رحاب الطابق السابع، وهكذا اصبح يلازمه كظله، وباتا يسافران معا، حتى في عز انعقاد دورات المجلس، 

 ليصبح بذلك الرجل الٱمر الناهي في شؤون المجلس، واي قرار لن يصدر إلا إذا حظي بموافقة اليزيد، وخير دليل على ذلك واقعة نسفه محاولة إغلاق احد صنابير الريع والامتيازات داخل سوق الجملة، الذي يدخل ضمن محميات اليزيد، التي يمنع الدخول إليها من دون إذن خاص منه، شانه شان ملف الرسم على الاراضي العارية، حيث سارع إلى حشد اصوات المنتخبين عبر الاتصال بهم وتاليبهم على فريق معين، مستعملا في ذلك اسلوب النميمة والخسة والتحرميات التي يتقنها جيدا، بل إن الرجل افتى على الليموري بضرورة إعداد الملفات لرؤساء المقاطعات لإخراسهم بعد ان تجرأوا على المطالبة بالمزيد من الاختصاصات، وتكلف هو بجمعها، مستعملا سلطته على موظفي الجبايات بمقاطعات طنجة الاربع، مما يؤكد ان اليزيد من اشد المؤمنين بميكيافيلي، حيث الغاية تبرر الوسيلة.

 

إن المتأمل في المسار المهني لليزيد منذ ان بسط سيطرته على قسم الجبايات سيدرك ان الرجل وضع نصب عينه الحفاظ على هذا المنصب مهما كلفه الامر من تضحيات قد لا تخطر على قلب بشر.

 

بقي أن اختم فقط بسؤال عن خبايا استماته اليزيد للحفاظ على منصبه؟..

 

الجواب يكمن في مستوى عيش الرجل، إذ يكفي البحث فقط عن عدد سفرياته الى خارج ارض الوطن على الاقل منذ سنة 2010، ناهيك عن سفريات الداخل خلال عطل نهاية الاسبوع، دون الحديث عن مؤشرات أخرى، وما إذا كان الأمر يتواءم مع قدرات موظف جماعي في السلم 11 او حتى خارجه؟!!.

ختاما:

 إن إخضاع قسم الجبايات والمداخيل لافتحاص جدي هو الكفيل وحده بتقديم الجواب الشافي للذين يتساءلون باستغباء عبر "الواتساب" عن "أين الثروة"، ويرفعوا بغباء مضاعف مطلب "هيا نتقاسم الثروة"!!!.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@