طنجاوي- حمزة الرابحي
لم تجد سيدة تملك صالون حلاقة بطنجة من وسيلة للانتقام بعد فشلها في الحصول على "الفيزا" سوى باتهام موظف بالقنصلية الإسبانية بهتك عرض ابنتها القاصر، والتي لا تتجاوز 7 سنوات، لتتابعه بتهم ثقيلة أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، قبل أن تقرر المحكمة الحكم ببراءته لعدم اقتناعها بتصريحات والدة الضحية.
وبدت تصريحات والدة الضحية متناقضة عندما وقفت أمام غرفة الجنايات في مواجهة المتهم الإسباني "ريكاردو.ب" المسؤول عن الأرشيف بالقنصلية الإسبانية، والذي قالت المشتكية إنه حضن ابنتها القاصر وقبلها بالشارع العام أمام جيرانها، وهي التصريحات التي لم تقتنع بها المحكمة.
الغريب في الأمر أن ما صرحت به المشتكية يختلف كثيرا عن تصريحات ابنتها التي بدت وكأنها تسرد جملا محفوظة قالت فيها إن المتهم كان يقبلها ويحضنها ويحتك بجسدها داخل غرفة بصالون والدتها، وهو الأمر الذي لم تذكره المشتكية أمام القاضي.
وأكدت المشتكية أنها تعرفت على المتهم قبل فترة، والذي يكتري منزلا بالإقامة التي يقع بها محل حلاقتها، وقالت إنها كانت تطعمه وتساعده على غرار معظم ساكنة الحي، الأمر الذي استغربت له محامية المتهم لكون موكله يتقاضى راتبا كبيرا مقابل عمله بالقنصلية، والذي يغنيه عن طلب المساعدة من أي شخص.
المتهم الإسباني أصم وأبكم، وهو ما دفع المحكمة للاستعانة بمترجم إشارات قدم من مدينة فاس، والذي أخبر المحكمة بمحتوى إشارات المتهم المتابع في حالة سراح، إذ قال إن المشتكية كانت تعلم وظيفته بالقنصلية، لتطلب منه تسهيل حصولها على "الفيزا" ليرفض طلبها قبل أن تفاجئه باتهامه في هذا الملف المثير للجدل.
وأنهت المحكمة هذا الملف الذي ناقشته يوم الثلاثاء الماضي بتبرئة الموظف من التهم المنسوبة إليه، والذي ظل لساعات ينتظر لحظة النطق بالحكم في ملفه إلى جانب عدد من أفراد أسرته.