طنجاوي – غزلان الحوزي
حصلت الاسبانية، المنحدرة من إقليم غاليسيا، أنجيلا تيوكودي، البالغة من العمر24 سنة، على حضانة طفلها أدم، بعد أن كان والده قد أخده معه إلى منذ 2012، عندما كان عمره لم يتجاوز السنة والنصف، مستغلا غياب أمه عن المنزل، ومنذ ذلك التاريخ لم تتواصل مع ابنها سوى مرتين عبر الانترنيت.
استمر هذا الوضع طيلة أربع سنوات، إلى أن اتصلت السفارة الإسبانية بالرباط، يوم 29 من ماي الماضي، بأنجيلا لتبلغها أن القضاء المغربي أصدر حكما يقضي بإعادة حضانة الطفل إليها. وما كان عليها بعد هذا النبأ السار سوى السفر من مدينة مونفورت، بإقليم غاليسيا، إلى مدريد من أجل حجز الطائرة المتوجهة إلى العاصمة الرباط، حسب التعليمات التي وجهتها لها مصالح وزارة الخارجية الإسبانية بالمغرب.
وحسب ما روته لجريدة "صوت غاليسيا"، فإن موظفي السفارة الاسبانية رافقوها من مقر إقامتها في إحدى فنادق المدينة الرباط بمعية عناصر من الشرطة المغربية،عبر سيارة خاصة بالسفارة، إلى منزل عائلة زوجها السابق، الواقع في ضواحي العاصمة، حيث قضى الطفل سنواته الأربع هناك.
و فور الوصول إلى المنزل، تأكدوا من تواجد الطفل رفقة عمتيه، لكن الشرطة من تنفيذ حكم المحكمة، في غياب الأب.
لتعود الشرطة رفقة أنجيلا بعد أسبوع، حيث ظلت تنتظر مدة ساعتين أمام منزل زوجها السابق، الذي رفض التنازل عن ابنه، لكنه بعد التوضيحات التي قدمها له رجال الشرطة، الذين أوضحوا له أن القضاء المغربي استند في إصدار حكمه على اتفاقية لاهاي المتعلقة بحقوق الأطفال، والتي من خلالها أقر القضاء المغربي إرجاع الطفل إلى أمه، لأنه يعتبر في حالة اختطاف.
أنجيلا حصلت أخيرا على حضانة طفلها المغربي أدم، حيث أعربت عن سعادتها باسترجاعه، والتجول معه في المنتجع الطبيعي لبحيرة مونفرت. فرغم أنها تزوجت مرة ثانية ورزقت ببنت منهـ لكنها لم تنس أبدا طفلها آدم. وهي الآن تحاول بدأ حياة جديدة مع ابنها آدم رفقة أخته، وستدخله إلى المدرسة في فصل شتنبر القادم، فآدم لا يتكلم سوى الدارجة المغربية، وما من كلمة اسبانية يفهمها سوى معرفته أن أنجيلا أمه، التي تفهم ما يقوله، ولذلك عندما سألته بالدارجة المغربية أمام صحافي جريدة "صوت غاليسيا" عمن تكون بالنسبة إليه، أجاب بثبات وابتسامة بريئة "ماما".