طنجاوي
اشتكى مواطنون من الوضع الكارثي الذي آل إليه وضع مقبرة المجاهدين بطنجة، بعد أن أصبحت تحت سيطرة مدمني المخدرات و"الشمكارة" والمنحرفين، في غياب تام للسلطة المحلية.
وفي هذا السياق، عبر العديد من المواطنين عن غضبهم الشديد من وضعية التسيير التي أصبحت عليها مقبرة المجاهدين التي يبقى أمر تدبيرها من اختصاص جماعة طنجة، لكونها هي الجهة التي تمنح الأمر بالدفن وتراقب عمليات حفر القبور.
ووفق معطيات حصل عليها "طنجاوي" أصبح الشمكارة ومدمنو المخدرات، في الآونة الأخيرة، هم من يتحكمون في عملية دفن الموتى بحيث يتسابقون على عملية حفر القبور وردم التراب خلال عملية الدفن، ويفرضون على أقارب المتوفين منحهم مبالغ مالية بشكل هو أقرب إلى الإكراه منه إلى الصدقة.
وبحسب المعطيات ذاتها فإن وضعية الفوضى والتسيب بلغت حدا من الخطورة لدرجة أن الفقهاء الذين يقرؤون ما تيسر من القرآن على الموتى مقابل أعطيات من ذويهم أصبحوا خائفين، وفي كثير من الأحيان مجبرين على اقتسام ما يتحصلون عليه مع هؤلاء المدمنين الذي يجبرونهم على دفع إتاوات تحت التهديد بالاعتداء، أو المنع من الدخول إلى المقبرة.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن هذا الوضع المخل بحرمة مقبرة المجاهدين أصبح يتطلب تدخلا عاجلا من السلطات، حفاظا على هيبة وحرمة هاته المقبرة، خاصة وأن الوضعية التي باتت عليها أصبحت تشكل وصمة عار بالنسبة لمدينة مليونية من حجم طنجة وثاني قطب اقتصادي بالبلاد، ولها حضارة عريقة ضاربة في عمق التاريخ .