أخر الأخبار

بانوراما وطبيعة خلابة.. قمة الجبل الأبيض بجماعة العليين تجتذب عشاق المغامرات والسياحة الايكولوجية (صور)

طنجاوي ـ يوسف الحايك 

 

 

مُتَّكِئاً على عصا للمشي، يستعيد عزيز أنفاسه بعد ساعات من السير، في انتظار انتهاء صديقيه من ملء قنينات بمياه إحدى السواقي التي تخترق قرية بلوازن التابعة لجماعة العليين في عمالة المضيق الفنيدق، واستكمال الطريق، غايتهم الوصول إلى قمة الجبل الأبيض التي تبلغ قمتها 838 مترا عن سطح البحر.

وانتهز عزيز فرصة العطلة المدرسية، لخوض المغامرة وزيارة المنطقة لأول مرة في رحلة مشيا على الأقدام انطلاقا من المضيق مشيا على الأقدام مرورا ببوزغلال، وسد أسمير، قرية بلوازن، الجبل الأبيض-فحص المهر، وصولا إلى مدشر العلوية ثم صدينة.

وقال عزيز في تصريح لـ"طنجاوي" إن المنطقة "تمتاز بإطلالة بانورامية ساحرة على الساحل المتوسطي، وسد اسمير، ومداشر الحوز البحري، فضلا عن وفرة المياه الجوفية التي تنفجر على شكل ينابيع تزيد المنظر بهجة ومتعة، ويشكل خرير مياهها إلى جانب زقزقة العصافير سمفونية طبيعية رائعة، ناهيك عما يتصف به سكان المنطقة من طيبة وكرم الضيافة".

ويشكل هذا الفضاء الإيكولوجي فضاء مناسبا للاسترخاء والتخلص من ضغوط الحياة، بفضل غطائها النباتي المتنوع الذي يمنح المنطقة مناظر طبيعية خلابة، وحياة برية غاية في الروعة خاصة الأبقار والخيول والجواميس البرية. 

وتعتبر المنطقة مكانا مثاليا للمشي لمسافات طويلة " randonnée" بحكم تعدد المشاهد الطبيعية بين الغابة، وسد أسمير، والأنهار، الجبال.

وأكد عزيز على أن المنطقة باتت في حاجة -أكثر من أي وقت مضى- إلى تأهيل شامل للبنيات التحتية من طرق ومسالك وخدمات الإيواء والتنشيط السياحي بحكم الإشعاع الوطني الذي أصبح للمنطقة وتوافد السياح عليها من مختلف المدن المغربية.

بدورها، خاضت دعاء بمعية مجموعة من المستفيدين من برنامج فرصة ثانية الجيل الجديد بمرتيل تجربتها الأولى في تسلق الجبال والوصول إلى قمة الجبل الأبيض التي تعد من بين الأعلى والأصعب بالمنطقة، والمتفردة بالأحجار والصخور بيضاء اللون. 

ولم تُخْفِ دعاء، في تصريح مماثل، انبهارها بالمناظر الساحرة التي تزخر بها المنطقة، بالقول "أحسست براحة نفسية غير عادية، ولحظات استمتاع استثنائية بالهواء النقي، والطبيعة الخلابة ما شاء الله".

وتتفق دعاء مع عزيز في أن أهم ميزة بالمنطقة هي المنظر البانورامي المطل على سد أسمير وكل من خميس أنجرة، وتطوان، ومرتيل و"كابو نيكرو" المضيق الفنيدق وسبتة

وأكثر ما ينقص المنطقة في نظرها هو تعبيد الطريق الذي يبقى عائقا كبيرا أمام هواة السياحة الجبلية، وزوار المنطقة، داعية إلى وضع علامات تشوير لتوجيه الزوار إلى المسار الصحيح للوصول إلى قمة الجبل، "لأنه بالفعل مكان يستحق المغامرة والزيارة، وإن كانت صعوبة الطريق في حد ذاتها ممتعة، وإذا كان كانت الطريق سهلة فلن نشعر بحلاوة الوصول إلى القمة، التي تبقى أحسن تجربة في حياتي".

وبإمكانيات بسيطة، أنشا الشاب محمد سعيد الطويلب، ابن القرية مشروعا لتقديم الوجبات التقليدية بالمنطقة التي تجتذب عشاق تسلق الجبال، وتشكل بالنسبة إليه مورد رزق أساسي.

ويرى الطويلب أن العطل المدرسية، ونهاية الأسبوع تعد أكثر الفترات التي تعرف فيها المنطقة إقبالا متزايدا من طرف الزوار المغاربة من مختلف المدن فضلا عن الأجانب، وأفراد الجالية المغربية في الخارج خلال فصل الصيف.

وبفضل توافد الزوار على القرية يعرف الاقتصاد المعيشي للمنطقة انتعاشا ورواجا من خلال تسويق المنتوجات المحلية كالسمن والجبن والبيض والبصل، وغيرها.

ويعد الجبل الأبيض الذي يتكون من صخور كلسية بيضاء اللون ثاني أعلى قمة جبلية بالجزء الشمالي من المجال الطبيعي لتطوان بعد جبل موسى الموجود ببليون، وشديد الانحدار. 

وبادرت تعاونية "تمودا باي" للسياحة الطبيعية يوم 20 غشت سنة 2020 إلى وضع لوحة تشويرية لقمة الجبل التي يقبل الزوار إلى التقاط صور تؤرخ للحظة الوصول، وسعي الانسان الدائم في تحدي نفسه، واكتشاف أسرار الطبيعة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@