أخر الأخبار

التحكم والطوفان

*محمد كويمن العمارتي

حاول إلياس العماري بكل ما أوتي من قوة منع شقيقه فؤاد من الدخول إلى السياسة، ورغم ذلك تحداه هذا الأخير ودخل السياسة من بابها الواسع، وكان رد فعل إلياس أن قاطعه، وظل لمدة طويلة لا يصافح شقيقه، بعد توليه رئاسة مجلس جماعة طنجة، ثم جاءت الانتخابات الجماعية الأخيرة واشترط إلياس على فؤاد أن يترشح لمنصب المسؤولية واحد منهما فقط، باعتماد قاعدة إذا التقى ساكنان فاكسر ما سبق، وكان أن حصل إلياس على منصب رئيس مجلس الجهة، فيما فقد فؤاد منصبه كعمدة للمدينة، وحتى لو كان حزبه قد تصدر نتائج الاستحقاقات الجماعية بطنجة، فإن البام كان سيختار امرأة لترشيحها لرئاسة المجلس الجماعي، هذا ما رواه إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خلال استضافته ببيت الصحافة، حول علاقته بشقيقه، الذي استطاع أن يصل إلى منصب عمدة طنجة بمساندة زعماء الأحزاب الموقعة على ميثاق الحكامة، ويدخل البرلمان بكل اطمئنان في أول تجربة له ويترأس جمعية عمداء المدن بدعم من قدماء المحاربين في الانتخابات على الصعيد الوطني، ويقوم بدور سفير متجول باسم الديبلوماسية الموازية، وكل هذا دون رضى الأخ الأكبر، وماذا لو كان قد حصل على رضاه ووقف بجانبه وسمح له بدخول السياسة أصلا؟، مجرد سؤال فقط من باب حلل وناقش في شهر الصيام والقيام..

ولعل ما كشفه إلياس العماري لأول مرة أمام الملأ بخصوص ما يروجه أنصاره قبل خصومه، حول دوره في "صناعة" شقيقه وتقديمه كمنتوج انتخابي للحزب، من شأنه إتاحة الفرصة لكل الذين ظلوا يعتبرون أنفسهم "رهائن" تحت رحمة عجلات التراكتور، من أجل كشف المستور والجهر بالحقائق في ظل صراع ظاهر مع التحكم بحدي الأغلبية والمعارضة، فكثيرا ما اشتكت في الكواليس العديد من الوجوه الانتخابية بالمدينة من "ضغوطات" البام في تشكيل الخريطة السياسية بالمدينة وفق أجندته، وفضلوا الصمت لحاجة في أنفسهم، يقضونها طبعا، في الوقت الذي يتبرأ منهم المعني بكل هذا النفوذ، ويدعوهم لاعتماد الديمقراطية والشفافية ولو تعلق الأمر بشقيقه، كما لا يجد الطرف الآخر حرجا، بالرغم من أن موقعه في تحمل مسؤولية تدبير الشأن العام يجعله أكثر إحراجا، وهو في كل مرة يرمي بكرات التحكم في مرمى فارغ، كان من الأجدر حراسته عوض الاستمرار في لعبة تبادل الاتهامات بغاية كسب أصوات مرحلية، فيما تضيع مصالح البلاد والعباد وسط تصاعد تهديدات التحكم والطوفان في تسخينات سباق البام و البيجيدي نحو الاستحقاقات التشريعية المقبلة.

   *عن أسبوعية "لاكرونيك"

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@