أخر الأخبار

أنقذته من مرضه فقتلها.. التفاصيل الكاملة لمحاكمة قات-ل زوجته بغابة هوارة بطنجة

طنجاوي- حمزة الرابحي

 

 

يجلس "عبد الله" بمقعده داخل غرفة من سجن طنجة لمحاكمته يوم أمس الثلاثاء عن بعد في ملف شغل ساكنة طنجة، بعدما قتل الرجل الستيني زوجته بدم بارد وقام بدفن شريكة حياته لأزيد من ربع قرن، ثم اتجه نحو الشاطئ للاستجمام.

 

يسرد "عبد الله" تفاصيل جريمته البشعة ، عندما خنق زوجته بالقرب من المستشفى الجامعي بطنجة، وقام بدفنها وسط حفرة عميقة، ثم غادر الغابة دون أن تهتز مشاعره وكأنه يرمي كيس قمامة متعفن قرر أخيرا التخلص منه.

 

مصير زوجة مكافحة

 

فضلت عائشة أن تكافح من أجل أبنائها وزوجها المريض بالسرطان، وقررت أن تقود حملة تبرعات لإنقاذ بعلها الستيني بعدما نهشه المرض، تمر فترة من الزمن لتتمكن من الحصول على قدر محترم من الأموال كان كفيلا بإجراء عملية جراحية معتقدة أن شريك حياتها كان ليبادلها نفس المشاعر والتضامن لو كانت هي من تحتاج الإنقاذ.

 

يوجه القاضي سؤالا للمتهم "عبد الله" بعد أن أعلمه بمتابعته من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار "لماذا قتلت زوجتك؟" يجيبه المتهم الذي كان حليق الرأس ويرتدي قميصا بكمين قصيرين دون أن تظهر معالم الندم في حديثه " لقد دخلنا في شجار عنيف بسبب مبلغ من المال، كنا نمر بضائقة مالية فاشترت زوجتي هاتفا لابنتي التي نجحت في مباراة توظيف وعينت بالمستشفى الجامعي، تضايقت زوجتي مني بعدما أبديت انزعاجي بسبب صرفها المال من أجل اقتناء هاتف، فشرعت في سبي ثم قتلتها".

 

 

وحش بشري

 

"هل قمت بترصدها قرب المستشفى حيث تشتغل ابنتك؟" يسأل رئيس الجلسة المتهم الجالس بالسجن على شاشة كبيرة وضعت أمامه، يجيب المتهم :" اتصلت بها واتفقت معها على القيام بجولة داخل الغابة، بدا الخلاف حادا بيننا بسبب مبلغ مالي، تطورت الأمور فشرعت في سبي، لم أتمالك نفسي حينها، اتكأت عليها ووضعت ركبتي حول رقبتها حتى فارقت الحياة"

 

يرد عليه القاضي "أنت لم تقتلها بركبتك، بل خنقتها بكلتا يديك بعدما شرعت في تعذيبها"، يصمت "عبد الله" ويشرع في تحريك عينيه وعشرات أعين الحاضرين تنتظر كلماته وهم حانقون عليه بعد فعلته.

 

يسرد الوكيل العام للملك تفاصيل الواقعة، ويؤكد أن المتهم قام بترصد زوجته عندما أوصلت ابنتها للمستشفى، ثم اتجها معا نحو غابة هوارة حيث كان يعقد العزم على إنهاء حياتها بطريقة بشعة، قام بإسقاطها وربط يديها ورجليها، ثم وضع لصاقا بفمها وأخرج حبلا مرره على رقبتها وخنقها خنقا حتى غادرت روحها جسدها الضعيف وهي ترمق زوجها بنظرات استغراب واستعطاف.

 

يحمل القاتل زوجته ويرميها بحفرة ثم يضع التراب فوقها ويغادر مكانه في اتجاه الشاطئ، حتى رن هاتفها بعد اتصال من ابنته تسأله عن والدتها.

 

وطالب الوكيل العام بتشديد العقوبة على المتهم والحكم عليه بعقوبة الإعدام، وعدم التخفيف من عقوبته رغم ملتمسات دفاعه الذي طالب بإعادة تكييف الجريمة ومتابعته بتهمة الضرب والجرح المفضي للموت دون نية إحداثه.

 

ندم وإدانة

 

"هل تشعر بالندم؟" يسأله القاضي، فيجيب المتهم "أعيش في عذاب شديد، السجناء من حولي ينامون ويمضون في حياتهم، وأنا لا يغمض لي جفن، أريد الموت فقط" هكذا كانت كلمات المتهم الأخيرة في جلسة مؤثرة لم يحضرها أبناء الزوجين.

 

حاول المتهم التملص من جريمته ووضع بلاغ لتمويه عناصر الشرطة، قبل أن بعثروا على قميص به قطرات دم كانت طريقا قاد المحققين لاعتقاله وإنهاء أحد أخطر الملفات الجنائية بطنجة.

 

تمر ساعات فينطق القاضي بحكمه "حكمت المحكمة على المتهم"عبد الله" بالسجن المؤبد، ليرمي بحكمه ذكريات ظلت تترامى للمتهم بمخيلته، زوجته، أبناؤه، ثم جريمته، هكذا طوى المتهم ربع قرن من حياته رفقة شريكته بجريمة لم تخطر على بال أحد.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@