طنجاوي
جميع المؤشرات تفيد أن إذاعة "كاب راديو"، التي يوجد مقرها بمدينة طنجة، تتجه نحو الإفلاس، بسبب الوضعية الصعبة التي تعيشها، والتي جعلتها عاجزة عن تغطية الديون المتراكمة عليها لفائدة أكثر من جهة، وهو ما ينذر بإغلاق المحطة وحجب تردداتها في وقت يبدو غير بعيد.
جريدة المساء، التي أفردت في عددها الصادر يومه الأربعاء، مساحة معتبرة لتغطية هذا الموضوع، كشفت أن هذا العجز المالي جعل الإذاعة – الشركة تحرم المشتغلين بها، من صحافيين ومنشطين وتقيين وإداريين، من مستحقاتهم المالية للشهر الرابع على التوالي، وهو حرمان من المتوقع أن يطول في ظل غياب أية بوادر لانفراج مستقبلي للوضع المعقد الذي تمر منه هذه المحطة.
وتضيف الصحيفة، أن أحد الحسابات البنكية للإذاعة تعرض للحجز، كما أن قدوم المفوضين القضائيين إلى مقر الإذاعة لمباشرة إجراءات التبليغ والحجز أضحى حديثا يوميا، وهو ما يسبب توترا كبيرا يعجز في ظله من يشتغلون بالإذاعة، عن أداء مهامهم التي يقومون بها دون مقابل في الوقت الحالي.
ذات الجريدة أكدت أن قدوم فؤاد العماري، عمدة طنجة السابق وشقيق إلياس العماري، لتولي مهام بالإذاعة، قد زرع نوعا من الأمل في نفوس المشتغلين بها، خصوصا بعدما عقد سلسلة من الاجتماعات، التي ألقى فيها على مسامعهم مجموعة من الوعود، التي بدا جليا أنه أعجز عن أن يحقق ولو جزءا بسيطا منها، بل تحول وجود فؤاد العماري داخل الإذاعة، إلى عامل من عوامل استدامة الأزمة بدل إنهائها، فالرجل دخل هذا المنبر الإعلامي بصفته مديرا للبرامج والأخبار، وهو موقع لم يكن ليؤهله لاتخاذ قرارات إدارية محجوزة لغيره داخل المحطة.
ويبدو أن مصير "كاب راديو" حسب المساء دائما، معلقا على حل الخلاف القائم بين المساهمين فيها، وهو خلاف يتغذى من خلافات شخصية أولا، ويتقوى بتجاذبات سياسية عاشها المغرب عامة ومدينة طنجة على وجه الخصوص.
وكان ملاك الإذاعة، تضيف الجريدة، عبروا من قبل عن رغبتهم في تصفية الشركة التي تجمعهم، وهو أمر تعذر الحسم فيه بسبب التوجهات السياسية، ذلك أن مجموعة من حصص أسهم الشركة تعود ملكيتها لرجل الأعمال محمد العروسي، والذي يتحدد موقفه في هذه القضية بما يقرره حزب الأصالة والمعاصرة، ما تبقى من أسهم هي في ملكية هي في ملكية سمير عبد المولى، العمدة الأسبق لمدينة طنجة، والذي التحق بحزب العدالة والتنمية. وبين هذين التقاطبين يبقى مصير "كاب راديو"معلقا إلى حين فك الارتباط أو إعلان الإفلاس.