محمد العمراني
يعيش سوق كاسباراطا بطنجة احتقانا وغليانا غير مسبوق بعد التصريحات التي اطلقها رئيس مقاطعة السواني محمد سعيد اهروش، والتي أعلن فيها عن قرب إغلاق السوق الذي يعد احد اكبر الاسواق وأشهرها بالمغرب.
المعطيات المتوفرة لمنبر "طنجاوي" تؤكد ان تجار سوق كاسباراطا فوجئوا برفض تجار الجملة بالدار البيضاء، تسليمهم طلبياتهم من السلع والبضائع بدعوى ان السوق سيغلق أبوابه قريبا، بل طالبوهم بضرورة تسديد ما بذمتهم من مستحقات، واداء قيمة الطلبيات قبل التسليم، بداعي انه لم يعد لتجار سوق كاسباراطا اي ضمانة، اذ بين عشية وضحاها قد يغلقون محلاتهم تنفيذا لقرار الاغلاق.
مصادر متطابقة نبهت الى خطورة التصريحات غير محسوبة العواقب التي صدرت عن أهروش، بصفته رئيسا لمجلس مقاطعة السواني، حيث يقع سوق كاسباراطا في مجال نفوذه الترابي، ذلك ان اتخاذ قرار إغلاق السوق ليس بالقرار السهل الذي يتم الاعلان عنه باستسهال كبيرة في تصريحات صحفية، بل الامر يتطلب ترتيبات وتحضيرات واستعدادات وتوافق، لان الموضوع يهم ازيد من 20 الف أسرة مصدر دخلها وقوتها اليومي تكسبه من سوق كاسباراطا.
المثير في الامر هو الصمت الذي لزمته ولاية طنجة ازاء تصريحات أهروش، وهل يفهم منه تزكية منها لقرار الاغلاق، خاصة ان هذا الاخير، ومنذ الاعلان عن مخطط هدم واعادة بناء السوق، بدأ يتصرف مع التجار وكأنه الممثل الرسمي لسلطات الولاية، أو له تفويضا منها لاتخاذ القرارات والتصرف بإسمها.
الى ذلك، يعيش تجار سوق كاسباراطا في جو غير مسبوق من الترهيب، بحيث يتم تهديدهم بالمراجعات الضريبية اذا ما رفضوا الخضوع لتيار من يريد تنصيب نفسه الحاكم الاوحد على السوق.
وأمام وضعية الاحتقان هاته، والتي قد تنزلق الى ما لا يحمد عقباه، بات من الضروري والملح خروج سلطات الولاية من صمتها، وتعلن موقفها بوضوح من تصريحات أهروش التي زعزعت الاستقرار داخل السوق، فالموضوع لم يعد يحتمل المزيد من الصمت المريب، لان الوضع داخل السوق بات مثل برميل بارود قد يشتعل في أي لحظة.