​طنجاوي

قضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، بإدانة شاب ثلاثيني قتل شخصا بالقرب من شاطئ مرقالة خلال موسم الصيف الماضي، وحكمت عليه بالسجن 20 سنة.

وتابعت النيابة العامة المتهم بجناية القتل العمد والسرقة الموصوفة، قبل أن تكيف المحكمة وقائع الجريمة لجناية الضرب والجرح بواسطة السلاح دون نية إحداثه.

نزاع حول "بيرة"

وتعود تفاصيل الواقعة لموسم الصيف الماضي، عندما تصادف المتهم "عدنان.ا" الذي يبلغ من العمر 32 سنة، مع ضحيته "ابراهيم" خلال فترة المساء، ليتقدم المتهم نحو ضحيته ويطلب منه إعطاءه قنينة "بيرة" عندما كان يجلس قبالة الشاطئ منتعشا بمشروباته الكحولية، ليدخل الرجلان بعدها في شجار غريب بعدما رفض الضحية طلب المتهم.

ويقول المتهم الذي كان يحاكم عن بعد أول يوم الخميس الماضي للقاضي " كنت أعد وجبة عشائي بالقرب من الشاطئ، وتقدمت نحو الضحية لأطلب منه قنينة بيرة، فانهال علي بوابل من السب والشتم، وشرع في إهانتي، ثم قام بضربي بشكل لم أفهمه.

جريمة بالصدفة

يتابع المتهم الثلاثيني والدموع تنهمر على خديه في خوف شديد "لقد رماني أرضا وشرع يركلني، فلم أجد معي سوى سكينا صغيرا كنت أقطع به الخضر لإعداد وجبة عشاء، فطعنته لإبعاده عني ثم انصرفت في حال سبيلي"

والتمس محامي المتهم إعادة تكييف الجريمة مؤكدا أن ما اقترفه موكلا يندرج ضمن جرائم الصدفة، فموكله لم يكن يرغب في أذية الضحية بعدما تقدم نحوه طالبا منه بلطف منحه قنينة "بيرة" فتطورت الامور حتى وجد نفسه متابعا بجريمة قتل غير مخططة والتي تم تنفيذها خلال ثواني معدودة.

وأوضح المحامي نفسه بأن ما يؤكد عدم نية موكله قتل الضحية هو تقرير الخبرة الطبية الذي أبرز إصابته بطعنة واحدة، كما أن الوفاة لم تقع إلا في اليوم الموالي بعد خضوعه لتدخل جراحي لم ينجح في إنقاذه من الموت.

حكم وتعويض

واقتنعت المحكمة بعدم متابعة المتهم من أجل جناية القتل العمد، لتدينه من أجل جناية الضرب والجرح بالسلاح دون نية إحداثه، ثم ألزمته بأداء تعويض مدني لفائدة والدة الضحية وقدره 20 مليون سنتيم في آخر ملفات جرائم القتل التي يحكم فيها القاضي الشهير "عبد اللطيف لومغاري" قبل انتقاله نحو محكمة الاستئناف بالحسيمة.