طنجاوي
نظمت المديرية الجهوية للثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، اول أمس الجمعة (6 دجنبر)، بطنجة، حفلا فنيا خصص لتقديم وقراءة كتاب “في محراب التشكيل.. مقامات حوارية”، لمؤلفه الفنان التشكيلي محمد معتصم.
ويندرج هذا اللقاء في إطار الاحتفاء بالنسخة الـ17 لتظاهرة “ليلة الأروقة”، المنظمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والتي كانت انطلاقتها أمس بمراكش عاصمة الثقافة الإسلامية.
وقالت المديرة الجهوية للثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، زهور أمهاوش، في تصريح للصحافة، إن المؤلف يشكل خلاصة للمقالات التي أنجزها الكاتب بمعية مجموعة من الفنانين التشكيلين، لتسليط الضوء على مختلف الأساليب والتجارب الفنية والإبداعية.
من جهته، أشار محمد معتصم، إلى أن مشروع إصدار كتابه في ثلاثة أجزاء، انطلق منذ سنوات، في مسعى لمقارنة الفن التشكيلي المغربي مع تجارب أخرى عربية، مبرزا أن الكتاب يضم ثلاثين حوارا مع فنانين تشكيليين من أجيال ومشارب ومقامات مختلفة.
واعتبر أن ما يمز المؤلف هو “أنني حاولت اقتناص لحظات بوح واعتراف جميلة لمجموعة من الفنانين، ممن لا يتكلمون كثيرا، لكنهم يتقنون لغة اللون، وهو ما لم يكن له أن يتأتى لولا الإصرار، والصدق المتبادل الذي نسج بين طرفي الحوار للبوح بأمور لأول مرة”.
وفي معرض قراءته وتقديمه لمضامين هذا الإصدار، أكد الباحث في الجماليات، محمد الشيكر، على أهمية هذا المؤلف الذي استطاع الكاتب من خلاله استخراج جملة من المضامين والتصورات، وما يتضمنه من تعبيرات وأنساق لفنانين من أجيال ومرجعيات فنية متنوعة.
وأشار إلى أن معتصم، نجح في أن يجعل هؤلاء الفنانين “يعبرون عن توجهاتهم بلغة أنيقة، يتداخل فيها الموضوعي والذاتي، بل أكثر من ذلك تمكن من أن يلج محارب هؤلاء الفنانين ومساحاتهم الحميمية والمقدسة”.
كما استحضر قيمة الحوار كجنس صحافي باعتباره “آلية مهمة لجعل الفنان يحدد مساره وهويته وتعبيراته البصرية والفنية، من منطلق مرجعية فنية كونية ومنفتحة على الذات والآخر”.
ويعد هذا الكتاب، بحسب تقديم للناقد الجمالي إدريس كثير، عملا بيوغرافيا “من نوع آخر غير القصد الآلي والتاريخي المباشر للسيرة الذاتية، ويقدم “تعريفا متكاملا عن الفنان، والدواعي الذاتية والموضوعية التي كانت من وراء تجربة هذا الفنان أو ذاك”.