أخر الأخبار

وفاة وإصابات وتكتم.. انتشار داء الحصبة يثير المخاوف بتطوان!

طنجاوي - يوسف الحايك 

 

"يوم أمس توفيت طفلة صغيرة أمام ابنتي بمضاعفات داء بوحمرون (الإسم الدارج لداء الحصبة بمنطقة الشمال)، بهذه العبارات" يلخص حسن الفيلالي، الوضع الوبائي لانتشار المرض بتطوان.

 

معصرة الألم!

ونشر الفيلالي تدوينة عنونها بـ "معصرة الألم" يصف فيها الوضع بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان قائلا "صراخ الأم هز كياننا، نحن كآباء لفلذات أكبادنا خصوصا عندما علمت أن والد الطفلة يقبع في السجن ولم يتسن له أن يودع ابنته إلى مثواها الأخير".  

ويزداد الوضع صعوبة في ظل خوض أطباء القطاع العام إضرابا الذي "بشل مستشفى سانية الرمل على قلة أطره الطبية يستمر النزيف، مشكورا نائب المدير الدكتور كريم يقوم بتفقد أطفالنا، وتتبع حالاتهم".


ويحذر الفيلالي من أن "المرض الفتاك يقترب من درجة الوباء، "ونحن عاجزون خائفون حائرون ننتظر  فقط رحمة الرحمان الرحيم بأن تلطف بأطفالنا  لك الله يا وطني لك الله ياوطني".

قصة معاناة حسن مع إصابة ابنته بالمرض تأتي وسط تكتم رسمي، وغموض من الحالة الوبائية للمرض في ظل عدم صدور بلاغ من الجهات الرسمية، بشأن تسجيل حالات الإصابة بالداء. 

 

حالات مقلقة!
وفي هذا السياق، قال مصدر طبي طلب عدم الكشف عن اسمه وصفته ل"طنجاوي" إنه لا يتوفر على معطيات مضبوطة".

 وأضاف المصدر ذاته بالقول "لكن الحالات كثيرة ومقلقة".

 ونبه المصدر نفسه إلى أن "الجديد هو كترة حالات البالغين غير الأطفال".

 

وزارة الصحة.. تحذير

يأتي هذا، أشهرا بعد أن أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، خلال شهر مارس الماضي، عن ارتفاع عدد حالات الحصبة في المغرب.

وقالت الوزارة، في بلاغ لها، إن "ارتفاع حالات الحصبة في المغرب في سياق عالمي يتميز بزيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشيها على مستوى العالم، بما يشمل دولا أوروبية وإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية ومناطق أخرى من العالم.

وكشفت الوزارة، حينها، رصد ارتفاع ملحوظ لعدد حالات الحصبة في المغرب منذ منتصف شتنبر 2023 بجهة سوس- ماسة بالخصوص.

وأمدت الوزارة أنها قامت عبر مصالحها الجهوية والإقليمية بمجموعة من التدابير الميدانية، من خلال تعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات التلقيح، ما مكن من احتواء سرعة انتشار المرض، وجعل الحالات المسجلة في الأسابيع الأخيرة متمركزة بإقليمي تارودانت وشتوكة آيت باها.

وخلصت التحريات الوبائية الميدانية إلى انخفاض الإقبال على التلقيح بمجموعة من التجمعات السكانية، ما ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر للحالات المرضية.

وبعد أن ذكرت الوزارة بأن التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العديد من الأمراض المعدية، بما فيها الحصبة، أهابت بالأمهات والآباء الالتزام بجدول التلقيح المعتمد في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، حيث يشمل جرعتين ضد الحصبة في الشهر التاسع والثامن عشر. 

كما نصحت الوزارة بضرورة التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية في حالات ظهور أعراض المرض (طفح جلدي مع حمى)، لتلقي العلاج المناسب وتفادي المضاعفات”.


وأشارت إلى أنها توفر عبر شبكة المؤسسات الصحية الأولية بمختلف أقاليم وعمالات المملكة خدمة اللقاحات مجانا، إذ يعد البرنامج الوطني للتمنيع من البرامج.

 

حمضي: الحصبة مرض فيروسي خطير

وفي هذا السياق، عزا الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، تفشي حالات الحصبة (بوحمرون)، إلى انخفاض التلقيح في المناطق المعنية، مؤكدا على الحاجة إلى معرفة أسباب هذا الانخفاض في التلقيح ومستوياته، وتدارك الأمر بهذه المناطق وتحديد وتشخيص مستوى التلقيح في باقي المناطق التي قد تكون في نفس الوضع للتعامل معها.


وقال حمضي، في تصريح مكتوب،  إن "الحصبة مرض فيروسي خطير، حيث تكشف الأرقام أن طفلا يموت بهذا المرض كل 4 دقائق، حيث بلغت عدد الوفيات في 2021 فقط، 128 ألف حالة".

ونبه إلى أن الحصبة "مرض شديد العدوى، ويكون عامل الخطر حاضرا عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، أو بشكل غير مباشر من خلال الأسطح الملوثة بالفيروس، ويمكن لطفل مريض أن يعدي 16 أو 20 شخصا،حيث يصيب الفيروس الجهاز التنفسي ثم ينتشر في باقي أنحاء الجسم".

وأبرز حمضي أن من أهم أعراض المرض الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوهن، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم، ويمكن لهذه الأعراض أن تحدث مضاعفات خطيرة تصل للموت، أو الإعاقات مدى الحياة، إلى جانب مشاكل في التنفس، والتهاب الدماغ، والعمى، والجفاف.

وأكد على أنه لتجنب خطر هذا المرض، يتم التلقيح عبر جرعتين، الأولى في عمر 9 أشهر، والثانية بعد بضعة أشهر، ويبقى التطعيم أفضل طريقة لتجنب عدوى الحصبة والمرض والأوبئة، حيث ينجح اللقاح في انقاذ 5 أشخاص معرضين لخطر المرض في كل دقيقة حول العالم ، وهو ما مكن ما بين عامي 2000 و 2021، من إنقاذ حياة 56 مليون شخص من خلال التطعيم.

وحذر من أن عدم تلقي تلقيح ضد الحصبة، يمكن أن يتسبب في ظهور بعض البؤر بين مجموعات بشرية، حيث تكون معدلات تغطية التطعيم ضد الحصبة غير كافية أقل من 95 في المائة، وتحدث الأوبئة عندما يتوقف التلقيح في البلدان أو المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات التي تؤثر على الخدمات الصحية الأساسية وتعرقل عمليات التلقيح، كما أن الاكتظاظ بسبب هذه الأحداث ونقص النظافة يعرض لازدياد وتكاثر حالات.

وأشار حمضي، إلى أن أي شخص معرض للإصابة بهذا المرض، سواء كان طفلا أو بالغا، غير ملقح تماما أو بشكل غير كامل (لم يتلق أي جرعة واحدة من اللقاح أو جرعة واحدة بدون جرعة معززة).

ولفت إلى أن خطر الإصابة يرتفع بين صفوف الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة.

 

الأمم المتحدة.. ناقوس الخطر
إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة، في منتصف  يوليوز الماضي، من أن معدلات تطعيم الأطفال تشهد ركودا في جميع أنحاء العالم ولم تسترجع بعد مستوياتها المسجلة قبل جائحة كوفيد-19.

وأعربت منظمة الصحة العالمية واليونيسف عن قلقهما إزاء تأخر التطعيم ضد الحصبة، أحد أكثر الأمراض المعدية انتشارا ، وسط ازدياد كبير في تفشي الأوبئة في جميع أنحاء العالم.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في البيان "إن تفشي مرض الحصبة علامة تحذيرية على فجوات التطعيم الحالية، والتي تصيب الفئات الأكثر ضعفا بالدرجة الأولى".

في العام 2023، كان 83 في المائة من الأطفال في جميع أنحاء العالم قد تلقوا جرعتهم الأولى من اللقاح، وهو المستوى نفسه الذي كان عليه في العام 2022، ولكنه لا يزال أقل من نسبة الـ86 في المائة المسجلة قبل الجائحة. 

وحصلت نسبة 74 في المائة فقط من الذين جرى تطعيمهم حصلوا على الجرعة الثانية اللازمة، فيما يتعين أن تبلغ نسبة تغطية التطعيم 95 في المائة لوقف الوباء، وفق وكالتي الأمم المتحدة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@