طنجاوي
قام ثلاثة من رجال الأعمال في روتردام بالاحتيال على أموال مخصصة لمكافحة التطرف، عن طريق تحويلها إلى المغرب لبناء مصنع للجبن. وذلك بعدما قام أحد الموظفين المقربين من رئيس البلدية أحمد أبو طالب بمنح أحدهم "قرضًا" خاصًا لمشروع صناعة الأجبان.
وأماط تحقيق أجرته الموقع الإخباري الهولندي NRC، بعد جمع شهادات ووثائق، اللثام عن المتورطين في هذه القضية الجنائية، حيث كانوا يتلقون دعماً ماليًا من بلدية روتردام لتنفيذ برامج تهدف إلى محاربة التطرف وتعزيز الاندماج الاجتماعي، كما أظهرت التحقيقات أنهم استخدموا هذه الأموال لأغراض شخصية واستثمارية خارج البلاد. وقد أشار التقرير إلى أن أحد المتورطين كان يشغل منصب عضو في مجلس بلدية روتردام.
وقام رجال الأعمال الثلاثة بإنشاء مصنع في منطقة صناعية بالقرب من مدينة بركان المغربية. و أطلقوا على الشركة اسم Kaas Moulouya "جبن ملوية"، على إسم نهر في هذه المنطقة. ووفقا لمقالات في وسائل الإعلام المغربية، فإن المصنع يغطي مساحة 1243 مترا مربعا وتم استثمار حوالي 100 ألف أورو من الأسهم فيه.
وكان من المقرر أن تنظر محكمة روتردام في القضية خلال ديسمبر 2024، إلا أن النيابة العامة أعلنت قبل أيام من الجلسة عن توصلها إلى اتفاق مع المتهمين، ما أدى إلى إلغاء المحاكمة.
هذا القرار أثار موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن النيابة العامة تسعى للتغطية على القضية ومنع كشف تفاصيلها للعلن.
وطالبت عدة أحزاب سياسية في روتردام بتوضيحات عاجلة من المجلس البلدي حول هذه القضية، معربين عن قلقهم من حجم الفساد الذي تورط فيه المعنيون. وفي هذا السياق، وصف سيمون سيوليمانس، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "ليفبار روتردام"، القضية بأنها "فضيحة ضخمة" تستدعي تحقيقًا شفافًا وشاملًا.