أخر الأخبار

فعاليات "رمضانيات طنجة الكبرى".. مولاي أحمد هاشم الريسوني يدشن أمسيات الأدب والفكر

طنجاوي

 

دشنت مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والرياضي والاجتماعي، أمس الخميس (6 مارس)، رواق محمد اليوسفي بدار الشباب حسنونة، أمسيات الأدب والفكر، ضمن برنامج "رمضانيات طنجة الكبرى"، بلقاء مع الأديب أحمد هاشم الريسوني، رئيس شعبة اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، والأديب والشاعر مبدع.

 

وقدم رئيس مؤسسة طنجة الكبرى، عبد الواحد بولعيش لهذا اللقاء - الذي عرف أيضا مشاركة كل من عبد اللطيف شهبون، ومحمد العناز، وحضورا لمثقفين وباحثين ومهتمين ومتابعين مواظبين لبرنامج التظاهرة- بجرد موجز لتاريخ أسرة هاشم الريسوني، ودورها الكبير في المنطقة، والقيمة الفكرية للأستاذين عبد اللطيف شهبون ومحمد العناز.

 

وأضاف بولعيش أن برامج رمضانيات طنجة الكبرى تعمل على النبش في ذاكرة المدينة وتاريخها الغني، وتكريم نسائها ورجالاتها، مشيدا بمصطفى الغاشي، منسق برامج "فكر وإبداع" في رمضانيات طنجة الكبرى، "الذي يسهر، دون كلل، على تنظيم وتسيير هذه اللقاءات الفكرية المتميزة".

 

من جهته استعاد عبد اللطيف شهبون مرحلة لقائه الأول بمولاي هاشم الريسوني، عبر المؤرخ الراحل عبد الله المرابط الترغي، في زمن صعب بتحدياته ومعاناته.

 

وأضاف شهبون، في مداخلة له، أن أحمد الريسوني "يكتب ببلاغته الخاصة، بلاغة مرتبطة بعنصر المكان، خصوصا أصيلة ومرتيل، وأيضا تزروت، التي تعتبر مبنى انتماء ومعنى هوية بالنسبة لهاشم الريسوني، ثم طنجة التي تعتبر مستودع وجود الريسوني ومشتل نعيمه وخلان وفائه". 

 

وأشار شهبون إلى أن الريسوني "قارئ متدبر قبل كل شيء، وأشعاره مقيمة في جوهر الفرد، ويستظل بشجرة وارفة تتأبى أن تحشر في عمل محصور في حقبة محددة".

 

بدوره أثنى أحمد الريسوني على مؤسسة طنجة الكبرى، التي "تنظم هذه الأماسي الرمضانية المباركة في مدينة طنجة، هذه المدينة التي تستحق الكثير، لأن طنجة هي الحضن الحاضن للجنوب والشمال، ليس فقط جنوب وشمال المغرب، بل جنوب الدنيا وشمال الدنيا".

 

وقال الريسوني إن "مسقط رأسه، أصيلة، تظل موشومة في ذاكرته، وأنه ولد في الطبيعة وليس بين الجدران، يفتح النافذة فيرى البحر والطبيعة والجبال، في ربوة مطلة على أصيل. 

 

واستذكر الريسوني زمن طفولته حين كان يشتري كتبا ويقرأها بلهفة ومتعة، وتذكر أول كتاب اقتناه وهو "سيف بن ذي يزن" بأجزائه الثلاثة، وهو ما جر عليه تأنيب عائلته، فكان يقرأ الكتاب سرا، لكن متعته لم تكتمل، حيث فقد هذا الكتاب لأن والدته أحرقته حتى يتفرغ لدروسه، فكان ذلك حدثا أليما في تلك المرحلة. 

 

واستعاد الشاعر مولاي هاشم الريسوني مراحل من حياته في أصيلة، خصوصا من خلال جمعية الإمام الأصيلي، التي كانت نافذة ثقافية مشرعة على الكتاب والمثقفين، وهو ما وفر له علاقات كثيرة مع أسماء ثقافية بارزة داخل المغرب وخارجه، مشيرا إلى تأثره الكبير بالشاعر المهدي أخريف. 

 

وأشار الريسوني إلى علاقته الوثيقة بالراحل حسن الطريبق، الذي كان له فضل كبير في توجيهه وإخراجه من عالم البوهيمية، وشجعه على طبع أول ديوان شعري.

 

واعتبر الريسوني أن الكتابة لا بد لها من القراءة، فالشعر مختبر الحياة، والقراءة والذات تتفاعلان مع الأشياء المحيطة بهما، لأن الشعر لا ينزل من فراغ.

 

وأشار الريسوني إلى فترة مهمة من مسيرته كشاعر، حين كان ينشر أشعاره في جريدة "المحرر"، قبل أن ينتقل للنشر في جريدة العلم، وبالخصوص في "العلم الثقافي"، بتشجيع كبير من الصحفي الراحل، عبد الجبار السحيمي، رئيس تحرير جريدة العلم وقتها.

 

ودافع الريسوني بقوة عن الأدب المغربي، وقال "أنا عنصري منحاز للأدب المغربي، بالمعنى الإيجابي، لأنه رغم حبنا للأدب المشرقي، فلا بد من أن يكون الأدب المغربي في صلب اهتمامنا وشغفنا، لأنه أدب نابع من ذواتنا".

 

وتحدث الشاعر هاشم الريسوني عن علاقته بجده مولاي أحمد الريسوني، مشيرا إلى مراحل تاريخية مهمة، مثل تلك المرتبطة باختطاف السفير الأمريكي بطنجة، آيون بيرديكاريس، وقال إن ذلك كانت له آثار إيجابية أيضا على المغرب، وصارت هناك علاقات طيبة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية.

 

وأشار إلى فيلم "الأسد والريح" حول الريسوني، والذي، رغم بعض هفواته، إلا أنه أنصف الثائر الريسوني، وأظهر المغرب كبلد به مقاومة شرعية ويدافع عن سيادته ضد الهيمنة الغربية. 

 

من جهته قال محمد العناز إن "مؤسسة طنجة الكبرى لها توجه متميز يقضي بتكريم الوجوه الثقافية في حياتها، وهذا توجه فريد وفلسفة عميقة".

 

واعتبر العناز أن الريسوني "إن لم يكن شاعرا فسيكون ثائرا، لأن تجربته الشعرية تستبطن الواقع المعاش بتفاصيله حد التماهي"، مشيرا إلى التعلق الوجداني لليسوني "بالثائر مولاي أحمد الريسوني، وهو ما يعتبر احتفاء بالتاريخ والهوية".

 

وقال العناز إن الريسوني احتفى في نصوصه بالنبوغ المغربي، وأنه أطر عددا من الأبحاث التي تؤثث شعلة الأدب المغربي الحديث. 

 

وأشار الأستاذ العناز إلى الدور الكبير للشاعر الريسوني في تأطير الشعراء الشباب وتواضعه وتواصله الدائم معهم وتوجيههم، وفي كثير من الأحيان كان يحمل لهم ورودا لردم الهوة بين الأستاذ والطالب.

 

ولم يكن الريسوني، يقول العناز، "ينظر إلى الشعراء الشباب نظرة اختزالية، بل عاملهم كمشاركين في التدريس الجامعي، وهذا سلوك جعله يسكن القلوب".

 

وبالمناسبة، تلا الشاعر مولاي هاشم الريسوني مقاطع من بعض دواوينه، مع فتح باب النقاش والمداخلات، والتي شكلت روافد تواصل بين الشاعر والحضور، في أمسية تشكل حلقة في سلسلة طويلة من لقاءات أماسي رمضان، التي صارت تقليدا لا غنى عنه في مدينة البوغاز.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@