أخر الأخبار

برنامج رمضانيات طنجة الكبرى.. احتفاء باذخ بمسار الحقوقية والمناضلة النسائية سعاد الشنتوف

طنجاوي

 

تواصلت، أمس الأربعاء (12 مارس)، برواق محمد اليوسفي بدار الشباب بطنجة، فعاليات برنامج رمضانيات طنجة الكبرى، في نسخته الرابعة، والذي تنظمه مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، بتنظيم أمسية اعتراف بالفعل الجمعوي، استضافت الفاعلة الحقوقية والمناضلة النسائية سعاد الشنتوف الرحموني.

 

واعتبر عبد الواحد بولعيش، رئيس المؤسسة، أن "اختيار سعاد الشنتوف لتكون ضيفة هذه الأمسية ليس اختيارا عاديا، لأنها سليلة أسرة النضال الجمعوي، وهي الفرد في صيغة الجماعة".

 

وقال بولعيش، في كلمة له بالمناسبة، "نحن نفخر بها كل الفخر، وسعداء بوجود نساء مناضلات وفيات للمبادئ والأخلاق بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

 

 

وأضاف المتحدث ذاته أن "سعاد الشنتوف وحدها استطاعت أن تستقطب في هذه الأمسية كل هذه الوجوه، وهي وجوه مناضلة ومن طينة نادرة".

 

من جهتها، أشادت المحتفى بها، سعاد الشنتوف، بمؤسسة طنجة الكبرى وبأنشطتها "التي ليس من السهل أن تستمر، لكنها تواصل ذلك بإصرار وتصل موسمها الرابع باستماتة كبيرة، وبانفتاح على كل الفعاليات".

 

 

وتحدثت الشنتوف عن نشأتها في بيت حقوقي في كنف أسرة متوسطة في طنجة لأب موظف ووالدة معلمة الخياطة و8 أشقاء، حيث كان الأب متفرغا للعمل السياسي، والوالدة كانت متفرعة لدعمه.

 

وقالت الشنتوف "كان منزلنا مقصدا لكثير من الأشخاص من ذوي التوجه السياسي الواحد، وفي سنة 1963 تعرض الوالد للطرد من العمل والنفي من طنجة نحو ورزازات لأكثر من سنة، ثم تازة، وأصرت الوالدة على مرافقته. هكذا عشنا زخما كبيرا في أسرة دينامية متفاعلة مع الواقع والأحداث".

 

وأضافت الشنتوف في لحظة بوح حميمية أن "تأثير الأب واضح، فقد كان صديقا ومرافقا لنا في الحياة ومدبرا حكيما للخلافات داخل البيت وخارجه. لقد كنا نتناقش باستمرار ونختلف معه في كثير من الأشياء، ولم يكن يفرض علينا آراءه، أحيانا نرفع شعارات ضد حزبه، ويبقى الحوار مفتوح دائما".

 

وتابعت الشنتوف بالقول "الوالدة كانت تعرف جيدا قيمة الوقت والعمل، وكانت ترافقنا عندما نذهب لدار الشباب أو مشاهدة المسرحيات وغير ذلك، وترافقنا للحدائق أيام العطل". 

 

وزادت قائلة"تربيت أيضا بصرامة في البيت. كان الانضباط هو الأساس، وكنا ملزمين بترتيب شؤون منزلنا والخضوع لإجراءات صارمة حتى فيما يخص مواعيد مشاهدة التلفزيون، وأتذكر أيضا خالتي التي منحتنا الكثير من الحنان، خصوصا خلال فترة مرض والدتي".

 

وتحدثت سعاد الشنتوف عن دراستها التي كان لها تأثير كبير على مسارها، حيث واصلت الدراسة الجامعية في فاس، وتزامن ذلك مع فشل مؤتمر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وقضية "الأواكس" الجامعي".

 

وذكرت بأن "فاس كانت مدرسة للتكوين اليومي، سياسيا ومدنيا، فالذين كانوا يؤطرون الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من العيار الثقيل سياسيا وفكريا. كما أني كنت من الأجيال الأولى التي عانت البطالة الجامعية، حين تم إلغاء الخدمة المدنية".

 

وتحدثت عن فترة عملها بعمالة مكناس وقالت إنها كانت "تجربة مهنية كبيرة في مجال إعداد التراب، واشتغالها في مراكز الاستثمار الجهوي بجهة مكناس تافيلالت.

 

وقالت في هذا الصدد، "ما أدركته وقتها هو أن العمل في وزارة الداخلية يتطلب تطبيق الأوامر وألا تناقش.. وطوال فترة عملي تعرضت لعقوبات وتلقيت إنذارات. كانت تجربة مريرة على العموم، لكن كانت هناك فترة حسن أوريد حين كان واليا على المنطقة فمنحني هامش حرية كبير، واليوم يوجد وضع مختلف تماما، ووزارة الداخلية تغيرت كثيرا، وبها الكثير من الكفاءات والخبراء".

 

وحول توجهها للعمل المدني والميداني قالت سعاد الشنتوف الرحموني إن اهتمامها بدأ يتجه نحو حقوق النساء، وكان هذا اختيارا، "لأن النساء هن المنسيات في العالم، وأن الفعل النسائي هو فعل مدني من داخل قلب المجتمع، وهو ليس معاداة للرجال، بل وسيلة لكي نبني المجتمع معا نساء ورجالا لخلخلة المعيار الذكوري وفرض مساواة على مستوى الحقوق".

 

وتحدثت الشنتوف بامتنان عن بعض الذين أثروا مسارها الشخصي والمهني، مثل أمينة المريني، التي أثرت فيها كثيرا، وكذلك عبد الله ساعف، الذي قالت عنه "عرفته عن قرب في الرباط في 2007، له أيادي بيضاء على الكثيرين حين كان مشرفا على البحوث الجامعية DSA بالرباط. لقد اشتغلنا مع ساعف في أجواء أكاديمية متفردة ، وقتها اقتنعت بالعمل الجمعوي المحلي بعدما كنت مندمجة في العمل على المستوى الوطني".

 

وعن مسارها الحقوقي، قالت سعاد الشنتوف "بالنسبة لي لا يكفي أن تنعت نفسك بالشيء لكي تكون فعلا كذلك، فالحقوقي يجب أن يكون مسلحا بالقيم الحقيقية. فالعمل الحقوقي يمنحنا الانسجام مع أنفسنا ومع الآخرين، خصوصا في ظل خطابات مستهلكة رائجة حاليا، والمجتمع المدني، منذ الثمانينات، كان نضالا كبيرا من أجل الديمقراطية التشاركية".

 

وعن مسارها السياسي استذكرت انخراطها في الشبيبة الاتحادية ثم رفاق الشهداء، و"أمضيت فترة بسيطة في الطليعة. لكن ارتياحي كان في العمل المدني. فالعملية السياسية تتطلب مواصفات أخرى قد لا أملكها أو لا أحبذها".

 

وأضافت "قطعت مع العمل الحزبي منذ أكثر من عقدين وفضلت العمل المدني لأنه يصب في صالح كل الشرائح الاجتماعية، وأشتغل مع كل الأطياف السياسية، لأن البرامج تتطلب خبراء في التنفيذ وليس سياسيين". 

 

وحول مدونة الأسرة تقول الشنتوف "منذ 2004 كان هناك نقاش عمومي مسؤول. لكن البلد الذي فيه تدين استعراضي من السهل تحويله وخلخلة تفكيره عبر الزعم بأن مدونة الأسرة تهدد الدين والأسرة، بينما المواطن يعيش مشاكل مختلفة".

 

واعتبرت الشنتوف أن ورش المدونة وقضايا النساء لا وجود لها في أجندة السياسيين قبل أن تأتيهم الأوامر. مضيفة أن هناك خطاب الكراهية ضد قضايا النساء لأن هناك غيابا للتأطير.

 

وحول موضوع المرأة الطنجاوية والتنمية في محيطها المحلي قالت المتحدثة ذاتها إن "التنمية تتطلب التمكين القانوني والاقتصادي والسياسي، وبدون هذا التمكين لا يمكن أن تكون لدينا تنمية".

 

وعلى المستوى الاقتصادي مثلا تقول الشنتوف "كانت الأمور كارثية، سواء عبر القروض أو التعاونيات، خصوصا في المجال الاقتصادي"، معتبرة أن "الفوارق الجنسية خطيرة وتضعف مساهمة النساء في الدورة الاقتصادية".

 

وحول دور الإعلام تقول "لدينا نقاش مستمر حول دور الإعلام، الذي يجب أن يرسخ ثقافة التغيير ويتطرق لمشكلات الهشاشة والتحرش في الشوارع وغيرها، أي أن الإعلام يجب أن يلتصق بالقضايا المحلية ويفتح النقاش حول قضايا التنمية.

 

وختمت الشنتوف بأن المسار النضالي "ليس مفروشا بالورود لأن فيه الكثير من الإحباطات والصدمات ويحتاج لكثير من الإصرار والعناد وطول النفس".

 

وشهدت الأمسية كلمات وتدخلات في حق المحتفى بها، من بينها كلمة مؤثرة لشقيقتها نجاة الشنتوف ولعدد من رفاق هذا الدرب النضالي الطويل.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@