أخر الأخبار

خبراء وأكاديميون يناقشون التوظيف الأخلاقي للذكاء الاصطناعي ضمن ندوات رمضانيات طنجة

طنجاوي

 

 احتضن رواق محمد اليوسفي بطنجة، مساء يوم أمس الخميس ضمن ندوات "في حضرة الفكر" برمضانيات طنجة نخبة من الخبراء والمختصين لمناقشة موضوع التوظيف الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

 

 وناقشت الندوة الكثير من مظاهر الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على حاضر ومستقبل الأمم والشعوب، في لقاء شارك فيه الدكتور محمد حسون، طبيب نفسي ومدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة، والخبير الأمريكي أنطوني دايفيد، الذي اشتغل على العديد من القضايا عبر مؤلفات كثيرة، والأستاذ الجامعي والخبير في الذكاء الاصطناعي مصطفى زياني.

 

 

 

وأوضح الاستاذ الجامعي محمد علاوة مسير الندوة، بأن عصر اليوم يشهد انحطاطا في البحث العلمي، ما جعل دور الذكاء الاصطناعي سبغدو محوريا في المستقبل، منسائلا عن مستقبل البحث العلمي في هذا الشأن.

 

من جهته قال مصطفى زياني إن ظهور الذكاء الاصطناعي قديم جدا، وبالضبط بعد ينة 1945، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي تم تطويره كعلم قائم بذاته انطلاقا منذ سنوات الخمسينات، لكن تطويره شهد فترات مد وجزر، قبل أن ينطلق بقوة في السنوات الأخيرة.

 

وأشار زياني إلى أن عصر اليوم يشهد نهضة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، عبر مصطلح "الدكونة"، وهو مصطلح يعني تجميع البيانات والمعلومات، والتي بدونها لا يمكن أن نتوفر على الذكاء الاصطناعي بطريقة صحيحة وسليمة، لأن تطوير النظم الذكية يعتمد على المعلومات.

 

واعتبر المحاضر أن الحديث عن الدور الأخلاقي للذكاء الاصطناعي يتطلب معرفة مدى درجة وطبيعة جمع المعلومات، وقال "يجب أن تكون لدينا السلطة على جمع البيانات والمعلومات وتصنيفها حتى تكون لنا القدرة على خلق ذكاء اصطناعي سوي..، كانت لدي نقاشات في الكثير من المناسبات حول تطوير النظم الذكية، ولدينا في جامعة عبد المالك السعدي مجموعة لتطوير الذكاء الاصطناعي".

 

ونبه زياني إلى أنه لا ينبغي التخوف من الذكاء الاصطناعي، بعدما صار يتم الاعتماد عليه بشكل يومي ، إذ لم يعد ممكنا على سبيل المثال منع الطلاب من استعمال الذكاء الاصطناعي.

 

من جهته قال الكاتب والناقد الأمريكي طوني دايفيد إن التساؤلات المطروحة حول استعمال الذكاء الصناعي ضرورية جدا، وأن المغرب لديه فرصة كبيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الكثير من المجالات، خصوصا في مجال الكتابة، وأن الذكاء الاصطناعي لديه إيجابيات وسلبيات، وأحيانا من الصعب التفريق بين ما ينتجه الذكاء الصناعي وبين ما ينتجه الذكاء البشري.

 

وأضاف دايفيد أن النظم الذكية اعتمدت على التعلم انطلاقا من الوثائق الأمريكية أو الأوربية، وهذا ما يجعل التعامل مع الذكاء الاصطناعي يعطي إجابات محددة مقربة ومقرونة إيديولوجيا وسياسيا من المواقف الأمريكية.

 

واعتبر دايفيد أن كل هذه النظم الذكية هي تحت تأثير مجموعة من الشركات في مواجهة مجتمعات أخرى، وهو ما يطرح تساؤلات حول خصوصية كل بلد، وهذا يعيد طرح تساؤلات حول ضرورة جمع المعلومات والمعطيات بالنسبة لكل بلد حتى يستطيع الحفاظ، ولو على حد أدنى من الخصوصية. 

 

 

وأضاف علاوة أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون حذرا حتى لا نصل إلى نتائج لا يمكن السيطرة عليها، كما حدث مع الهواتف الذكية، التي أصبحت مرتعا لكل من هب ودب للتأثير على الرأي العام.

 

من جهته قال الدكتور حسون، بصفته طبيبا نفسيا، إن الإنسان بطبيعته يخاف من المجهول، أي من الجديد بشكل عام، لأن الاستعمالات الخاطئة تؤدي إلى نتائج من نفس الصنف. غير أن الاستعمال الإيجابي يعطي نتائج إيجابية.

 

وأضاف حسون أن هناك مشكلة حقيقية وهي أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تخريب الكثير من الوظائف، وسيدفع نحو البطالة بالكثير من أصحاب المهن المتوسطة والبسيطة، عبر قيام العديد من الشركات بالاستغناء عن الكثير من مناصب الشغل التي أصبح يتدخل فيها الذكاء الاصطناعي.

 

واعتبر المحاضر أن التوظيف في مهن مختلفة عن طريق الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى التحيز في اختيار الموظفين، كما حدث في أمريكا، حيث تم تهميش الأقليات في مجال التوظيف بسبب المعلومات والبيانات المخزنة والتي كانت في مجملها خاطئة وتتميز بالتحيز العرقي ضد فئات معينة من المجتمع الأمريكي.

 

وأشار حسون إلى أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون شفافا بخصوص البيانات المخزنة فيه، خصوصا في المجال الطبي، وأنه يجب أنسنة الذكاء الاصطناعي.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@