أخر الأخبار

حزب بوكس يستغل اتفاق تحلية المياه لبث سموم العداء ضد المغرب

طنجاوي

 

أثار إعلان الحكومة الإسبانية عن تمويل مشروع محطة لتحلية المياه في المغرب ردود فعل غاضبة من حزب بوكس اليميني، الذي اتهم السلطة التنفيذية بـ”خيانة” المزارعين الإسبان و”خدمة المصالح المغربية على حساب القطاع الزراعي الوطني”، في خطاب يعكس نمطًا شعبويًا متكررا يناهض التعاون الدولي، خاصة مع دول الجنوب. 

 

وفي تصريحات مثيرة، قال البرلماني الإقليمي عن الحزب، ريكاردو لوبيز أوليا، إن الحكومة الإسبانية “تمد السجادة الحمراء أمام المغرب”، وتقدم دعما مباشرا لمزارعيه على حساب نظرائهم الإسبان، في خطاب يتعمد تضخيم “المنافسة المغربية” وتجاهل تعقيدات التبادل الزراعي في إطار الاتحاد الأوروبي.

 

ويبدو أن هذا الخطاب يسعى إلى تأجيج الغضب الاجتماعي في أوساط المزارعين الإسبان، الذين يعانون فعليا من تداعيات التغير المناخي وضغوط الأسواق، عبر توجيه اللوم إلى “عدو خارجي” – هو المغرب – بدلاً من مساءلة السياسات الزراعية المحلية، أو تقاعس الحكومات المتعاقبة عن إنجاز مشاريع استراتيجية داخلية.  

 

اللافت أن بوكس، في خضم هذا التصعيد، يتغاضى أيضا عن حقيقة أن سياسات التحول البيئي — مثل “الصفقة الخضراء” وأجندة 2030 — هي مبادرات أوروبية تبنتها إسبانيا بموافقة برلمانها الوطني، بما في ذلك ممثلو الحزب ذاته.

 

ورغم أن انتقاد أولويات الإنفاق العام يظل مشروعا في النقاش الديمقراطي، فإن توظيف التعاون الدولي كأداة للصراع السياسي الداخلي لا يخدم سوى منطق العزلة والتأجيج، ويُضعف فرص دعم المزارعين فعليا بدل أن يكرّس خطابا يُضلل بشأن التحديات الحقيقية التي يواجهونها.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@