طنجاوي
تظاهر حوالي 200 من أفراد الجالية المغربية في إسبانيا بساحة إسبانيا بالعاصمة مدريد، اول امس السبت، احتجاجا على وفاة المواطن المغربي عبد الرحيم، البالغ من العمر 35 سنة، إثر تدخل عنيف للشرطة الإسبانية في ضاحية طورِّيخون دي أردوز، القريبة من مدريد، مساء الثلاثاء الماضي.
كما ألقى أكوح ميمو، والد الفقيد، كلمات ظل يكررها في الأيام الأخيرة: "إذا تورط ابني في السرقة، فعلى الشرطة اعتقاله ثم إحالته إلى القاضي". وهتف الحشد من حوله: "السرقة لا تعني القتل".
الراحل عبد الرحيم مغربي، قضى 17 سنة من حياته في توريخون دي أردوز، وحسب والده ميمو: " إبني يعاني أمراضا نفسية ويتلقى العلاج". ولخص ميمو الوضع قائلا: "لم يكن في كامل قواه العقلية"، قبل أن يعترف بأن ابنه كان يتعاطى المخدرات وسبق له أن ارتكب عمليات سرقة".
وبحسب وسائل إعلام إسبانية، فقد تم توقيف عبد الرحيم يسبب بمحاولة سرقة هاتف محمول، حيث تدخل شرطيان، وقام أحدهما بإخضاعه لما وصف بـ"قبضة خنق خلفية" لمدة 15 دقيقة، تسببت في اختناقه، ليفقد وعيه، ويلقى حتفه لاحقًا داخل سيارة الإسعاف، رغم محاولات الإنعاش التي قامت بها الطواقم الطبية.
الحادثة أثارت موجة غضب عارمة في صفوف الجالية المغربية، التي اعتبرت ما وقع نتيجة مباشرة لتنامي ممارسات عنصرية داخل صفوف الشرطة الإسبانية.
وخلال الوقفة الاحتجاجية، رُفعت لافتات وشعارات تندد بالعنف الممنهج، من قبيل: "لا للعنصرية في إسبانيا" و"أوقفوا عنف الشرطة".
في المقابل، أعلنت السلطات الإسبانية عن فتح تحقيق جنائي في ملابسات الحادث، كما تم توقيف الشرطي المتورط في الحادثة، البالغ من العمر 59 سنة، قبل ان يتم إخلاء سبيله، مع تجريده من جواز سفره، إلى حين استكمال التحقيقات. كما تقرر إجراء تشريح لجثة الضحية لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة.
وتأتي هذه الواقعة لتعيد إلى الواجهة سلسلة من الحوادث المماثلة التي راح ضحيتها مهاجرون أو أبناء مهاجرين في ظروف مشابهة.
وتطالب منظمات حقوقية بإجراءات صارمة وشفافة، للحد من ما وصفوه بـ"السلوك العنصري" المتكرر داخل بعض الأجهزة الأمنية الإسبانية.