طنجاوي

يبدو أن الأوضاع بميناء طنجة المتوسط تتجه نحو الأسوأ، بعد أن قرر مهنيو النقل والتعشير تصعيد حركيتهم الاحتجاجية إلى حين تحقيق ما يعتبرونه مطالبهم العادلة.

فبعد حمل الشارات، وتنفيذ إضراب عام  سيشل مرافق الميناء غدا لخميس، من الساعة السابعة صباحا إلى منتصف اليوم، قرر المهنيون التوقف عن اقتناء أختام الجمارك "Scellées"، التي يضعها مهنيو النقل على حاويات الشاحنات المحملة بالبضائع الموجهة للتصدير، بعد إخضاعها للتفتيش الجمركي، بدعوى أنها ليس من اختصاص مهنيي النقل، بل هي من صميم اختصاصات إدارة الجمارك، وأن قيام المهنيين باستعمال هاته الأختام كان وفق اتفاق ثنائي بينهم وبين الجمارك، الغرض منه ربح الوقت من خلا تسريع وثيرة تسريع إجراءات تفتيش، وإبحار الشاحنات المحملة بالبضائع الموجهة للتصدير.

لكن وحسب المهنيين دائما، فإن هذا العمل التطوعي، والمساعد لإدارة الجمارك، تحول إلى مسؤولية ثقيلة يتحمل تبعاتها مهنيو النقل والتعشير، حيث ما إن يتم حجز شاحنة محملة بالمخدرات، إلا ويتم اعتقال المهنيين بدعوى أنهم من وضعوا الأختام بالشاحنة المحجوزة. وأمام هاته الوضعية التي يحاسب فيها المهنيون على إجراءات لا تدخل في اختصاصاتهم تقرر وقف اقتناء هاته الأختام من إدارة الجمارك، وتحميل هاته الأخيرة مسؤولية القيام بذلك مادام يدخل ضمن اختصاصها.

مصادر متطابقة كشفت أن قرار المهنيين برفض اقتناء الأختام سيضع إدارة الجمارك أمام مأزق كبير، لأنها مطالبة بتوفير الموارد البشرية واللوجستيكية اللازمة لتسريع عملية تفتيش وإبحار الشاحنات.

وحذرت المصادر من تداعيات هذا القرار على وثيرة تصدير المنتوجات المغربية، إذ ينتظر أن يعاني الميناء من إرباك كبير في حركية الصادرات، قد تنخفض معه الوثيرة إلى أدنى مستوياتها، مع ما سيكلفه من خسائر باهظة للاقتصاد المغربي، ومن تأثير سلبي على صورة الميناء، في حالة إذا لم تتخذ الجهات المسؤولة لتدارك الموقف، ونزع فتيل التوتر في أقرب وقت.