طنجاوي
عبرت الهيئة العلمية للطريقة القادرية الرازقية، عن أسفها الشديد، على ما صدر مؤخرًا من ترهات المدعو عن رضوان بن عبد السلام.
واعتبرت الهيئة في بيان لها أن ما صدر عن المعني بالأمر "تهجُّمٍ فجٍّ على الإمام العارف بالله سيدي محمد بن سليمان الجزولي رضي الله عنه، وعلى كتابه الشهير المبارك "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في الصلاة على النبي المختار"، والذي يعدّ من أعظم ما جادت به القرائح في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه، وقد ذاع صيته شرقًا وغربًا، وتوارثته أجيال الأمة قراءةً وتبركًا وعناية".
وبعد أن استنكرت الهيئة "هذا المسلك المتهوّر في تناول مقامات أهل العلم والولاية"، أكدت أن "مما يبرز جهل هذا الرجل بالإرث الإسلامي، وعدم اطّلاعه على متون الأحاديث والأخبار، أنه كذّب حديثًا نبويًا ثابتًا مرويًا عن رسول الله ﷺ، واستهزأ بما هو أصيل في السنة النبوية المطهرة، معتبرًا إياه من الخرافات، والحال أن هذا افتراء وكذب على رسول الله ﷺ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: [من كذب عليّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار] (رواه البخاري ومسلم وغيرهما)".
وأوضحت أن [الحديث الذي كذّبه هذا المتطاول مروي في كتب أهل الحديث، وأورده الحافظ السيوطي في "الباهر في حكم الرسول بالظاهر والباطن]، كما رواه الطبراني في المعجم الكبير، وهو حديث شريف فيه بيانٌ لعظمة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف أن الله أظهر بركتها، حتى أن البعير نطق ببراءة صاحبه بسببها".
وما ورد في البيان التذكير بأن الشيخ محمد بن سليمان الجزولي رحمه الله، أحد أركان المدرسة الروحية المغربية، وواحد من أعلام التصوف السنّي الأصيل، تتلمذ على كبار العلماء، ودرّس بجامع القرويين، وله تلاميذ نجباء، ومكانة علمية وروحية لا تخفى على أهل التحقيق.
وأشارت الهيئة إلى أن كتاب دلائل الخيرات هو كتاب جمع مختلف الصلوات على الحبيب المصطفى من صلوات مرفوعة وموقوفة، إضافة إلى الصلوات التي تقرّب بها العارفون إلى جناب المصطفى صلوات ربنا وسلامه عليه.
ونبهت إلى "خطورة ما يُسمّى اليوم بـ[الفتاوى الرقمية]، التي تصدر عن غير المؤهلين شرعيًا وعلميًا، وتُنشر في منصات التواصل دون رقابة أو تقوى، مما يفتح الباب على مصراعيه للفتنة في الدين، والاستهانة برجال العلم والسلوك، والتطاول على رموز الأمة".
وذكرت بأن "الإفتاء في الشأن الديني بالمملكة المغربية، وتنظيمه وتقويمه، هو اختصاص حصري للمجلس العلمي الأعلى، الذي يرأسه مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، بصفته الضامن لوحدة المذهب والعقيدة، والساهر على حماية ثوابت الأمة ومقدساتها".
ومن ثَمَّ -يضيف البيان - فإن "أيّ تهجمٍ على أعلامنا الروحيين، أو تطاول على تراثنا الديني، هو خروج عن السياق المؤسسي الشرعي والدستوري، ومساس غير مسؤول بالمقدسات الرمزية والوحدة المذهبية لبلدنا".
كما دعت كافة المؤمنين، وخصوصًا الشباب، إلى "الرجوع لأهل العلم الراسخين، وتوقير مقامات الأولياء والعلماء، والابتعاد عن منابر الفوضى الدينية، والفتاوى الشعبوية"
وحثت القائمين على الشأن الديني والإعلامي "لاتخاذ ما يلزم من توعية وردع لمثل هذه التصرفات المسيئة".