أخر الأخبار

بوكس يثير الجدل من جديد بلوحة تخيّر الإسبان بين "المنقبة" و"الشقراء"

طنجاوي

 

أشعل حزب بوكس اليميني المتطرف الجدل مجددا في مدينة "إل إيخيدو" التابعة لمحافظة ألميريا، بعدما أطلق حملة دعائية مثيرة تستحضر خطابا عنصريا ضد المهاجرين، من خلال لوحات إعلانية تُخيّر المواطن الإسباني بين صورتين متضادتين: امرأة منقبة، تُوضع تحت شعاري الحزبين الاشتراكي والشعبي، في مقابل شابة بشعر مكشوف وابتسامة هادئة تتصدر شعار بوكس.

 

 

وأثارت هذه الحملة، التي اختار لها الحزب شعارا استفزازيا "أي ألميريا تريد؟"، موجة استياء واسعة وسط المجتمع المدني، إذ اعتُبرت تحريضا مباشرا على الكراهية، ومحاولة لإعادة إنتاج خطابات التخويف من الآخر المختلف، مستهدفة بوضوح الجالية المسلمة والمهاجرين من شمال إفريقيا الذين يشكلون جزءا من النسيج الاجتماعي بالمنطقة.

 

وانتقدت أحزاب المعارضة، من بينها "بوديموس" و"اليسار الموحد"، الرسالة التي تبثها اللوحات، محذّرة من إعادة البلاد إلى أجواء الكراهية التي شهدتها في بداية الألفية، حين اهتزّت "إل إيخيدو" على وقع أعمال عنصرية مؤلمة. كما أصدرت بلدية المدينة، التي يسيرها الحزب الشعبي، بلاغًا خجولًا قالت فيه إن الصورة تسيء لسمعة المدينة، دون أن تُدين مضمونها بشكل صريح.

 

وقد سارعت منظمات حقوقية إلى تقديم شكاوى رسمية أمام النيابة العامة والمصالح المختصة، مؤكدة أن اللوحات تنتهك مبادئ التعايش وتحرض على التمييز، بل وتُشيطن مكوّنًا ديمغرافيًا كاملا لا لشيء سوى لارتدائه لباسًا دينيًا أو انتمائه لأصل مختلف.

 

وعلى الرغم من تغطية اللوحات مؤقتًا تحت ضغط الانتقادات، أعيد الكشف عنها من جديد، ما فُسّر بأنه إصرار من بوكس على تصعيد لهجته مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، متهمًا باقي الأحزاب بـ"الاستسلام للمهاجرين".

 

ويُشار إلى أن "إل إيخيدو" تُعد من المناطق الزراعية الكبرى في إسبانيا، ويعتمد اقتصادها على آلاف العمال المهاجرين، خصوصا من المغرب ودول الساحل، الذين يشتغلون لساعات طويلة في مزارع مغطاة بالبلاستيك. ولعل المفارقة الساخرة التي عبّر عنها أحد هؤلاء بالقول: "نزرع الطماطم لهم، ويزرعون الخوف لنا"، تختصر حقيقة الحملة الدعائية التي تحوّل الخبز اليومي إلى مادة انتخابية مشحونة بالكراهية.

 

 

وتتواصل الدعوات إلى احترام التنوع الثقافي والديني، والتصدي لمحاولات تقويض السلم المجتمعي عبر حملات انتخابية تخلط بين الدين والسياسة، وتختزل الآخر المختلف في صورة "خطر داهم" يهدد هوية مفتعلة يصوغها خيال اليمين المتطرف.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@