طنجاوي

عرض كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار وتقييم السياسات العمومية، المؤهلات التي تجعل بلاده وجهة جاذبة للاستثمارات، مؤكداً طموح المملكة في أن تصبح مركزاً إقليمياً للإنتاج والتصدير، وجسراً اقتصادياً بين أفريقيا وأوروبا والعالم العربي.

وقال زيدان، في كلمة ألقاها السبت خلال المؤتمر العالمي للصناعة التحويلية بمدينة خفي عاصمة مقاطعة آنهوي بشرق الصين، إن المغرب يتميز بموقع جيوستراتيجي يتيح له الوصول إلى أسواق تضم أكثر من ملياري مستهلك، بفضل شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة. كما أشار إلى البنية التحتية المتقدمة، وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسطي الذي يُعد الأكبر في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، ما يجعله منصة مثالية للشركات الصينية الطامحة إلى التوسع الدولي.

وأوضح الوزير أن المملكة تُعد أكبر منتج للسيارات في أفريقيا، وأكبر مصدر للسيارات غير الأوروبية نحو الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن شركات آنهوي المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات والمكونات الإلكترونية ستجد في المغرب "منظومة متكاملة مدعومة برأس مال بشري مؤهل وسلسلة لوجستية فعّالة".

وفي ما يتعلق بالطاقة، أكد زيدان أن المغرب ينتج أكثر من 40 في المائة من احتياجاته الكهربائية من مصادر متجددة، مع هدف بلوغ 52 في المائة بحلول 2030. واعتبر أن هذا الطموح يفتح المجال واسعاً أمام شركات آنهوي الناشطة في مجالات الطاقة الشمسية، وبطاريات التخزين، والهيدروجين الأخضر، والشبكات الذكية.

كما شدد المسؤول المغربي على أن الميثاق الجديد للاستثمار يوفّر حوافز واضحة وشفافة للمستثمرين الأجانب، ويدعم المشاريع الإنتاجية والابتكار والاندماج المحلي، خصوصاً في القطاعات ذات الأولوية.

وأشار زيدان إلى أن العلاقات المغربية – الصينية، التي شهدت دفعة قوية عقب الشراكة الاستراتيجية التي أعلنها الملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ في 2016، تشهد اليوم دينامية متواصلة. وذكّر في هذا السياق بزيارة الرئيس الصيني للدار البيضاء في نوفمبر 2024، حيث استُقبل من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن.

وعلى هامش المؤتمر، عقد زيدان لقاءات مع مسؤولين صينيين في مقاطعة آنهوي، من بينهم نائب الحاكم سونغ يونغ، ورئيس مجلس إدارة مجموعة "غوشن هاي تيك" لي تشن، جرى خلالها بحث سبل تعزيز التعاون الصناعي والتكنولوجي بين الجانبين. واعتبر يونغ أن السوق المغربي يُمثل "أولوية" للشركات الصينية في الخارج، لا سيما في ضوء استضافة المملكة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.