طنجاوي
لقي عنصر من الحرس الوطني الجمهوري البرتغالي (GNR) مصرعه ليلة 27 أكتوبر 2025، عندما اصطدمت دوريته بزورق سريع يشتبه في تورطه في تهريب المخدرات في نهر غواديانا، بمنطقة ألكوتيم، مقاطعة فارو البرتغالية.
وأصيب ثلاثة جنود آخرين بجروح في الحادث، وعثر على الزورق المشتبه به وهو يحترق على بعد حوالي كيلومترين من مكان الحادث.
ويعد هذا الحادث مؤشرا خطيرا على أن الحدود الطبيعية بين إسبانيا والبرتغال —رمز التعاون عبر الحدود والتنوع البيولوجي— أصبحت في بعض أجزائها إحدى أكثر الطرق سرية وفعالية لتهريب الحشيش من المغرب إلى شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال).
يمتد نهر غواديانا، من أيامونتي إلى باداخوس، لمسافة تزيد عن 800 كيلومتر بين البلدين، وتوفر ضفافه، التي تنتشر على طولها قرى صغيرة ومستنقعات، وهو ما يبحث عنه تجار المخدرات: الهدوء، وقلة المراقبة الليلية، وشبكة من الطرق الريفية التي تسهل توزيع البضائع في غضون دقائق قليلة.
ويقول أحد عناصر الحرس المدني المتمركز في مدينة ويلفا، والذي فضل عدم الكشف عن هويته: “في السابق كانت شواطئ مضيق جبل طارق تستخدم لهذا الغرض، لكن الضغط الأمني هناك شديد للغاية.
وفي غواديانا، على العكس، يبدو أن كل شيء نائم. لقد تعلمت المجموعات كيفية الإبحار في النهر ونقل البضائع من جانب إلى آخر دون إثارة الشكوك”.
أما في ماي 2025، وبعد نقل المهربين شحنة مهمة من المخدرات عبر نهر غواديانا، اعترضت دوريات الحرس المدني الإسباني والحرس الوطني الجمهوري البرتغالي زورقا في النهر، حيث تم مصادرة 93 رزمة من الحشيش، بلغ وزنها الإجمالي 3720 كيلوغراما.
وفي يوليوز الماضي، أبلغ الحرس المدني عن عملية أخرى تم فيها ضبط زورقين محملين بخمسة أطنان من الحشيش و2000 لتر من الوقود.
وتشير تحقيقات الحرس المدني الإسباني إلى وجود شبكات مختلطة إسبانية-برتغالية يربطهما تنسيق لوجيستيكي. ويوضح أحد المحققين في دائرة مراقبة الجمارك الإسبانية: “هناك برتغاليون يوفرون المراسي والمستودعات والمركبات، بينما يتولى الإسبان النقل والتوزيع الداخلي.