أخر الأخبار

أخلاق وتواضع ونبل… السكيتيوي "وزير السعادة"

طنجاوي- بقلم: عبد العزيز حيون

 

تقاسم معي صديق عزيز أمس فيديو لسي طارق السكيتيوي وهو يُقبل بدون تصنع، يدي أخيه الأكبر المدرب المتميز عبد الهادي، في مناسبة ما، احتراما وتقديرا وإجلالا، فزدت اقتناعا أن المدرب المُتوج مع المنتخب المغربي، الذي يستحق كلمة المنتخب الأول وليس "الرديف" كما تنعته، بدون وجه حق الصحافة والعامة، أنه من طينة المغاربة الكبار، أخلاقا ونبلا وتربية وثقافة ونباهة وتواضعا… وتستحق لقب "وزير السعادة ".

 

 بوركت ودام عزك أيها المدرب المغربي القُح والأصيل الذي أتحفتنا كمدرب، بعُلُو كعبك وبخططك الكروية وبذكائك التكتيكي وبُعد نظرك في الكوتشينغ وتدبير المباريات وإدارة العنصر البشري والتعامل مع الطاقم المساعد ومع الصحافة الوطنية والدولية ومع المنافسين…

وجعلتنا نتباها ونفتخر بك، أيما افتخار، لأنك مُؤدب ومُهذب وطيب القلب وعفيف وتظهر الاحترام والتوقير بعفوية، و لأنك رجل المواقف الإنسانية، وأنت الذي خَشَيت أن تَظلم لاعبا لم تضمه للائحتك المشاركة في كأس العرب، ولك اليد البيضاء والفضل باستدعائك للاعبين حاول البعض تهميشهم ليس لضُعف أدائهم ومستواهم وإنما لعزة نفسهم ولأنهم لا يَقبلون الإهانة والتقزيم من أي كان، منهم من فاز بجائزة أحسن لاعب ومنهم من ضمن النصر للمنتخب في النهائي.

 

لم تَسع من خلال فوزك، سي طارق، بكأس العرب الوصول لقمة النجاح فقط، وقد بَلَغتها بفوزك بكأس "الشان" والميدالية البرونزية في محفل الألعاب الأولمبية وما حققته مع المغرب الفاسي ونهضة بركان ومع اتحاد تواركة، وإنما سعيت لتحقيق التتويج لحُبك لوطنك ورَغبتك في ترك أثر في كل خطوة تخطيها قدم المغرب العزيز للأمام، ونجاحك الحقيقي هو اجتهادك وعزيمتك وافتخارك وعطفك ومَحَنتك على لاعبين غالبية المغاربة شككوا في قدراتهم على نيل هذا الاستحقاق الرياضي، وهم الذين بكل صراحة لم ينالوا نفس الاهتمام الذي يناله المنتخب الأول، رغم أن ما يجمع المنتخبان هو أنهما يُمثلان دولة اسمها المغرب.

 

بارك الله فيك سي طارق السكيتيوي لأنك فعلا رجل التواصل بامتياز، وأظهرت لكل من تتبع كأس العرب بأن المدربين المغاربة مثقفون ومُلمون ليس فقط بشؤون الكرة وفلسفتها بل رجال المهنة عن جدارة واستحقاق ليس صدفة، وإنما علما وعلى دراية تامة وتكوينا استثنائيا، وقبل هذا وذاك، متشبثون بقيم الإسلام السمحاء ومبادئ الروح الرياضية الحقيقية.

 

وأنت الذي أسميت لاعبيك بـ"الرجال"، ونحن سنسميك بـ"الرجل"، لأنك تخطيت مَطَبات مسار المنتخب كأس العرب بثبات وذكاء، ولكن أيضا برجولة وثبات وهدوء رغم أنك تعرضت للانتقاد في بداية النهائيات وشكك الناس في أحقيتك لتدريب المنتخب المغربي، وليس الرديف كما يسمى ظُلما وتنقيصا…

 

 سي طارق السكيتيوي لك كل الاحترام والتقدير، ونفتخر بك كما لم نفتخر بك من قبل، شكرا لك لأنك مثلتنا خير تمثيل.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@