طنجاوي
كارثة بيئية بكل ما في الكلمة من معنى، هو الوصف الذي ينطبق على الوضعية الخطيرة التي بات يعرفها مطرح النفايات بمغوغة منذ حوالي شهر، حيث صارت الأطنان من النفايات تزحف على مساحات شاسعة من المطرح، وصلت إلى الأراضي المجاورة، إلى درجة أن الجماعة الحضرية لطنجة اتخذت قرار بمنع استقبال شاحنات المصانع ومقاولات البناء من رمي نفايتها بالمطرح، بسبب عدم قدرته على استيعاب المزيد من الأزبال والنفايات.
مصادر متطابقة كشفت لموقع "طنجاوي"، أن السبب في وقوع هاته الكارثة يرجع إلى منتصف شهر دجنبر المنصرم، عندما انتهى عقد مجلس المدينة مع شركة كانت مكلفة بتدبير المطرح، حيث كانت مسؤولة عن جرف النفايات وطمرها، وتهيئة المسالك لولوج الشاحنات إلى قلب المطرح. لكن الجماعة الحضرية وعوض أن تبادر إلى تجديد العقد، أو إعلان صفقة جديدة، فضلت من باب التقشف، تحمل مسؤولية تدبير المطرح بإمكانياتها الذاتية، وهو الأمر الذي كانت نتائجه وخيمة، حيث سرعان من تفاقمت الوضعية، وصار من شبه المستحيل استيعاب الأطنان التي تحملها شاحنات شركتي النظافة يوميا، فما بالك بنفايات القطاع الخاص، التي تم منعها من إفراغ حمولتها بالمطرح إلى حين توفير الفضاء المناسب، مما أضاع على مجلس المدينة مبالغ مالية هامة.
عجز مجلس المدينة عن تعويض الشركة التي كانت مكلفة بتدبير مطرح النفايات، خلق احتقانا كبيرا في صفوف عمال شركتي النظافة (سييطا وسولامطا)، خاصة بعد انقلاب شاحنتين بسبب عدم تهيئة المسالك داخل المطرح، الأمر الذي دفع العمال إلى التهديد بشن إضراب إنذاري من أجل دفع مجلس المدينة إلى التحرك بسرعة من أجل إيجاد حل سريع لهاته المعضلة.
مصادر الموقع كشفت أن مكتب مجلس المدينة وجد نفسه في ورطة حقيقية، حيث أنه من جهة عجز عن تعويض الشركة المكلفة بتدبير المطرح، ومن جهة ثانية فإن الإعلان عن صفقة جديدة تتطلب على الأقل ثلاثة أشهر.
هاته الوضعية دفعت مكتتب مجلس المدينة إلى الاستنجاد بآليات مملوكة لشركات المناولة التابعة لشركة أمانديس من أجل التغلب على زحف النفايات، كما تم اللجوء إلى إضرام النار في النفايات، مما تسبب في إلحاق ضرر بليغ بصحة سكان الأحياء القريبة من المطرح، بعد أن تحول إلى مضخة حقيقية لسحب الدخان.