أخر الأخبار

مغرب اليوم مقارنة مع تصورات كلومبي عاش فترة 1911 في مدينة طنجة

 طنجاوي – غزلان الحوزي

عاش الكلومبي بابلو إميليو نياتو مارتينيز بداية القرن العشرين في شمال المغرب، حيث كان شاهدا على تاريخ الاستعمار الأوربي، دونها من خلال روايته "في المغرب"، رواية تدعو لتأمل وجهة نظره، وفهم مختلف الفترات التاريخية التي عاشها المغرب إلى أن أصبح ما هو عليه اليوم.

"في المغرب"، رواية تلقائية من تأليف شاب كلومبي، مقاتل في الجيش الاسباني، محافظ وكاثوليكي تظهر جليا  خصائص هويته، التي يصعب تجاهلها عند قراءة هذه الرواية السريالية والصادمة، أحيانا، بأوصاف مجردة من الكرامة الإنسانية.

يوضح فيها المؤلف في بعض المواقف، طريقة تفكير وشعور الإنسان في عصر ليس - بالبعيد- وقعت فيه أحداث في زمان ومكان محددين، باعتبار وجود أوروبا، أمرا ضروريا  وشرعيا، في المغرب وخصوصا وجود إسبانيا.

لا يُعتقد -عند قراءة التعاليق القاسية عن المغرب- أن كلومبيا  كانت مثالا يحتذى به، كان بلدا فقيرا، لا حداثة و لا معاصرة في بداية القرن العشرين؛ كان بلد بابلو إميليو متأثرا بالحروب والصراعات بين الفصائل السياسية؛ يعاني انقساما إقليميا بعد انفصال بنما سنة 1903 عن الوحدة الترابية الكولومبية، بلد يعيش تحت وطأة الأمراض والأوبئة؛ لم تكن هناك شركات ولا مصانع، بالإضافة إلى القيود الكبيرة التي تفرضها الجغرافيا الجبلية؛ مسافات شاسعة تفتقر إلى طرق مجهزة تعرقل التواصل بين المناطق المختلفة في البلاد، حيث كان السفر إلى العاصمة "بوغوتا"  يستغرق أسابيع وحتى شهور.

يحتوي كتاب بابلو إميليو على 11 فصلا - بصيغة الجمع-  يصف الوضع السياسي للإمبراطورية، وصراع العائلات على السلطة التي تمثلت في مؤتمر الجزيرة الخضراء، تقسيم المغرب بين فرنسا واسبانيا، والعمليات العسكرية الاسبانية (بالعرائش، الحسيمة وطنجة)، في إشارة إلى السلطان عبد العزيز و مولاي حفيظ، تقاليد المغاربة ، الأحكام الصادرة عنهم  مثل وصف "MORO "، صورة اليهود و النساء في أحداث بانورامية يجمعها في كتاب يدعى "في المغرب"، نُشرت نسخته الأولى  ببرشلونة سنة 1912.

 وبعد مرور قرن على إصداره، يبدو واضحا أن المغرب المعاصر، يحكي الكثير عن السيناريو المروع الذي ألفه الكلومبي بابلو إميليو، بلد ترك خلفه تعقيدات القرن العشرين، ليستقبل القرن الواحد والعشريين بتغيرات كبرى، مجتمع مدني نشيط في مجال الحقوق والحريات تحت رعاية الملك محمد السادس، الذي صالح الأصالة مع المعاصرة، وجعل المغرب شريكا مرغوبا لدى أوروبا  في جميع المستويات، وزعيما بلا منازع في القارة الإفريقية.

ترجمة من موقع "mundiario.com"

     

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@