أخر الأخبار

باحثون يستحضرون ذاكرة ابن بطوطة لتعزيز العلاقات الصينية المغربية

طنجاوي – حفصة ركراك

ناقش عدد من الباحثين من المغرب ومن جمهورية الصين الشعبية، يوم أمس السبت، بمركز أحمد بوكماخ بطنجة، طبيعة العلاقات المغربية الصينية، وأفق تطويرها عن طريق استحضار شخصية ابن بطوطة، التي اعتبرها الباحثون رمزا لهذا التلاقح الحضاري، والتعاون الاستراتيجي بين شعبين وبين دولتين، وتم بالمناسبة تقديم درع المحبة لممثل السفارة الصينية.

البشير العبدلاوي، عمدة مدينة طنجة، اعترف، في الندوة التي نظمتها جماعة طنجة بشراكة مع جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، أنه حين يسترجع ذكريات ابن بطوطة، يحس بثقل المهمة التي كانت تؤرقه، فرغم قلة الزاد وضعف الإمكانيات والخوف من المجهول، اختار ابن بطوطة أن يخوض تجربة السفر التي انطلقت من مدينة طنجة، وانتهت في المدينة نفسها.

وأضاف العمدة أن ابن بطوطة حين وصل إلى الصين، انبهر من نباهة وحذاقة المهنيين المحليين، حيث ذكر الصين بإسهاب في رحلاته، ولم يكن سفيرا لبلده فقط، بل كان عالما أديبا وشاعرا وفقيها،واستطرد العمدة في مداخلته قائلا: "لا أشعر باختلاف كبير في طبائعنا وطبائع الصين، وهذا ما يوضحه الإقبال المتزايد للسياح الصينيين إلى مدينة طنجة"، داعيا إلى مزيد من التواصل الثقافي والاقتصادي بين البلدين.

وأعرب الأستاذ صخر، المستشار الثقافي لسفارة الصين، في الندوة الفكرية التي حملت عنوان "ابن بطوطة وطريق الحرير البري"، عن مدى سروره لتواجده بمدينة طنجة، مشجعا مثل هذه اللقاءات التي تعزز الديبلوماسية الثقافية بالمغرب، ومشيدا بالرحالة ابن بطوطة، الذي اعتبره رسولا للتبادل الثقافي بين المغرب وبين شعوب العالم التي تضمنتها الصين، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الهدف الوحيد الذي يكمن وراء أولى سفرياته، هو البحث عن آثار ابن بطوطة، حيث استغرق وقتا طويلا في البحث عن مقبرته، وبعد بحث مضن وشاق عثر عليها، وكتب عن رحلته هاته مقالة نشرتها جريدة الصين الشعبية معززة بصور عن هذه الرحلة.

ولم ينس المستشار الثقافي أن يشيد بتطور الحياة في مدينة طنجة وفي عدد من المدن المغربية، موضحا أن هناك مدنا حديثة وأخرى قديمة، و أشاد بالبنية التحتية وطريقة الحياة كله، التي عرفت تطورا من ذلك الوقت الذي زار فيها طنجة بالمقارنة مع ما أصبحت عليه حاليا.

وذكر رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الثقافية، أنه سبق لهذه الندوة أن عُقدت سنة 2012  بالدار البيضاء، ثم بالرباط سنة 2017، واليوم تعقد في موطن ومعقل الرحالة ابن بطوطة، وطالب مسؤولي المدينة إعادة الاعتبار لهذه الشخصية القيمة، مضيفا أن ما ذكره ابن بطوطة عن رحلته إلى الصين، من أدب وأخلاق وتعايش وقيم سمحة هي نفسها التي رآها مع الصينيين حين كان يدرس هناك.

وقام الباحثون باستعراض الدور الكبير الذي لعبه طريق الحرير البري والبحري في نشر الثقافات بين الشعوب، حيث استعرض عز الدين حكيمي، مدير مسلك الدراسات الصينية، مجموعة من الأسماء المغربية القديمة التي سافرت إلى الصين، ثم حاول بعدها أن يربط الماضي بالحاضر، وذلك بإبراز الوثيقة الرسمية حول سياسة الصين تجاه الدول العربية، والتي ارتكزت على تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الصيني العربي، التي تقوم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وتعزيز التعاون على نحو شامل عبر توطيد الثقة السياسية المتبادلة وتنمية آليات التشاور، واستعرض المدير أيضا الدينامية الجديدة للعلاقات المغربية الصينية التي تجلت في إعادة التوازن للعلاقات الدولية ضمن التعددية القطبية، والإعلان عن الشراكة الاستراتيجية، والأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية التي تتسم بمنحى تصاعدي.

وعرفت الندوة حضورا ديبلوماسيا مكثفا، بالإضافة إلى رؤساء مصالح الخارجية، وعمداء الكليات، والرحالة أحمد أشهاوي المعروف بابن بطوطة المصري، والرحالة محمد خنوش المعروف بابن بطوطة المغربي، ورجال الصحافة والإعلام، وعدد من ممثلي جمهورية الصين الشعبية.

وعلى هامش الندوة تم تنظيم زيارة لضريح الرحالة ابن بطوطة، ولمعالم طنجة العريقة، ما جعل الندوة الفكرية تمتزج بنوع من المتعة الاستكشافية، التي أضفت على اليوم طابعا أصيلا وعريقا بعراقة المعالم الطنجية.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@