أخر الأخبار

"الشريفة".. إصدار أدبي يحيي ذاكرة الزمان والمكان لمعالم طنجة العتيقة

 

طنجاوي - حفصة ركراك

أصدرت مؤخرا "دار سليكي" إخوان رواية للكاتب الطنجي يوسف الشبعة حضري، يحيي فيها ذاكرة الزمان والمكان بالمدينة القديمة بطنجة، ويميط اللثام عن بعض المنازل التي عاشها أدباء وفنانون تركوا بصمة تاريخية وراءهم.

ويقف الروائي الطنجي، في روايته الجديدة التي صدرت في 200 صفحة، على مجموعة من الرسومات التي رسمها الفنان الشهير هنري ماتيس، خاصة تلك التي رسمها بإحدى الديار في بيت أندلسي خاص باليهود، بزنقة الناصرية قرب لحظات طنجة، ولوحة أخرى رسمها ماتيس بحائط وسط مقهى الدالية، جعلت الكاتب يعبر عن أسفه الشديد لأن الوافد الجديد على المقهى قام بهدم الحائط الذي يتوفر على الرسم، وروايته جاءت لإحياء ذاكرة هذا المكان وهذا المقهى باعتباره كان يحمل لوحة شهيرة مرسومة على الحائط، تم هدمها وقتل ذاكرتها، ودفنها في مقبرة التراث الفني والثقافي.

وتحكي الرواية عن "بربرة" السيدة الأمريكية صاحبة دار فولزفاكن، التي كانت تعيش في طنجة، والتي اشترت قصرا تم تسميته بـ "بربرة هوتل"، نسبة إلى اسمها، تقول الرواية أن السيدة تزوجت 7 مرات، وأقامت عرسا فاخرا بطنجة في زواجها الأخير، حيث حضره أثرياء العالم قادمين من كل صوب وحدب، وأثناء قدوم إحدى العائلات التي ضيعت طريق الوصول إلى الدار المعنية، توجه إليهم صبي صغير وأرشدهم إلى الطريق، وفي طريقهم اشتروا هدايا كثيرة احتفاء بالعروس، ما جعل التجار يمنحون الصبي نسبة من الأرباح لهذه الخدمة التي جلب فيه السياح.
 فكر الصبي حينها أن يحترف هذه المهنة، وجمع أموالا كثيرة إلى أن مرض أبوه الذي كان يعمل كمتطوع في المسيرة الخضراء، وكتب وصية يطلب فيها ابنه أن يذهب بدله في التطوع، وأن يلتحق بالمجاهدين، ونظرا لاحترافه التواصل بمجموعة من اللغات، انتقل الصبي إلى صفوف المتطوعين عن طريق عمله كمراسل ومترجم لأحداث المسيرة للمنابر الإعلامية الوطنية والدولية التي كانت تتابع الأحداث.

لقيت هذه الرواية، التي تدور أغلب أحداثها حول وقائع تاريخية حقيقية، استحسان النقاد والأدباء، حيث اعتبر الناقد محمد المسعودي، أن هذه الرواية تعد سابقة من نوعها في طريقة المعالجة، وفي الكيفية التي أبدع فيها الكاتب من أجل إحياء ذاكرة الزمان والمكان لمعالم طنجة القديمة، التي اندثر أغلبها بفعل التجاهل الإعلامي واللامبالاة التي تطبع المجتمع المغربي.
 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@